من أخطر العوامل المؤدية إلى تدمير الفرد أو الأسرة أو المجتمع، هي العبودية للشهوة، ومن ثم الاندفاع نحو تلبية ندائها ولو بممارستها خلاف ما شرعه الله. وتعظم المصيبة عندما تتم ممارسة الشهوة بخلاف الفطرة التي فطر الله تعالى الناس عليها، فبدلاً من أن تكون بين رجل وامرأة، فتصبح بين ذكر وذكر، أو بين أنثى وشبيهتها. ويزداد البلاء وتصبح طامة كبرى، عندما تشرعن الدول قانونا يسمح لهؤلاء الشواذ ليس بممارسة نزواتهم وشذوذهم فقط، بل من خلال توثيق عقود زواج بين هؤلاء المنحرفين، وتأييده من قبل أعلى سلطة في الدولة. يوم الجمعة الماضي 26 يونيو أصدرت المحكمة العليا في الولايات المتحدة حكما يقضي بمنح الحق للشواذ جنسياً بالزواج في كافة الولايات المتحدة، كما يقضي الحكم بإلزام الإدارة الأميركية بتوثيق هذا النوع من الزواج. هذا الحكم قال عنه الرئيس الأميركي باراك أوباما «هو انتصار لأميركا وانتصار للحب»! وقالت عنه مرشحة الرئاسة القادمة هيلاري كلينتون «أنا فخورة بهذا الانتصار التاريخي»!! هذا القانون وافقت عليه بعض الكنائس ورفضته أخرى، كما أصدر 100 قِس أميركي وثيقة يرفضون فيها هذا القرار. هذا القرار في الحقيقة هو انتكاسة للفطرة، وكما قال الخليفة «الوليد بن عبدالملك» رحمه الله: «لولا أن الله تعالى ذكر فعل قوم لوط في كتابه لما ظننت أن ذكراً يفعل ذلك». وقد قال لوط عليه السلام لقومه كما جاء في كتاب الله: «إنكم لتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين». لا يخفى على أحد ما للشذوذ الجنسي من خطر على الفرد والمجتمع، فبجانب الأمراض الفتاكة التي تحل بمن يمارس الرذيلة، فإنه يصرف الرجل والمرأة عن الزواج المشروع والذي تستقر به الأسر، ويتم من خلاله إنجاب الأطفال من أجل استمرار النسل وعمارة الأرض وهو من أهم مقاصد الزواج. لقد حذرت شخصيات مسيحية أميركية من أن هذا القانون سيجلب الدمار على الولايات المتحدة، وهو بالفعل ما سيكون، فإن الله تعالى لم يعاقب أمة من الأمم كما عاقب قوم لوط على شنيع فعلهم، فلقد أمر الله تعالى جبريل عليه السلام أن يقلب القرية رأسا على عقب، فرفعها جبريل إلى الأعلى حتى سمع أهل السماء الدنيا نباح كلابهم وأصوات ديوكهم، ثم قلبها فأرسلها إلى الأرض منكوسة، ثم أتبعهم بحجارة خصصت لكل واحد منهم باسمه. وفي ذلك يقول الله تعالى: «فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود. مسومة عند ربك..» وهذه العقوبة ليست لقوم لوط وحدهم، بل هي لكل من يسير على طريقهم أو يسلك درب شذوذهم، لذلك قال الله تعالى استكمالا للآية «وما هي من الظالمين ببعيد». تكمن خطورة القرار أن الولايات المتحدة ستسعى بما لديها من إمكانات مادية وإعلامية لترويج هذا الشذوذ في العالم، وهو ما تم بالفعل فلقد قامت مجموعة من شركات التواصل الاجتماعي بتغيير صورة «البروفايل» الرئيسي بإضافة ألوان علم قوس قزح والذي يعتبر شعاراً للشواذ جنسياً حول العالم. ولأن المغلوب مولع بالغالب، فإن كثيراً من الشعوب المنبهرة بالأميركان سيندفع شبابها إلى التقليد الأعمى، ومع الانفتاح العالمي وسهولة التواصل الاجتماعي والثقافي فإن بلاد الإسلام ليست بعيدة عن هذا الخطر. والسؤال: ماذا أعدت وزارات التربية والأوقاف والإعلام في عالمنا العربي عامة ودولتنا خاصة لمواجهة هذا الخطر المقبل؟ Twitter: @abdulaziz2002