إذا كان الصديق الأستاذ طلال ضليمي في كتابه (رحلة من البحر الأحمر إلى الخليج) الذي تحدثت عنه يوم أمس، قد ألقى الضوء على سيرة والده الأستاذ طه ضليمي، فقد عرض لسيرة رفاق والده من البنائين للوطن الذين جالوا البلاد من أقصاها لأدانها للمساهمة في إقامة صروح حديثة لدولة جديدة تطل برأسها في بدايات القرن العشرين الميلادي. **** قدم لنا طلال حكايات تستحق أن تُعرف عن شخصيات قامت عليها هذه البلاد إداريًا وماليًا وتنمويًا، أعطتها القيادة السعودية الثقة من خلال الاعتماد على خبراتها العلمية والعملية للمساهمة في إدارة مؤسسات كانت وقتها تدر على الدولة الدخل الرئيس الذي تعتمد عليه في عملية البناء والنماء. كنت أود أن أسرد قصصهم فردًا فردًا. **** من بين هؤلاء شدني ما رواه طلال عن (العم زكي عمر) الذي وصفه بأنه كان المُعلم الأول لوالده، وهناك رجال آخرين من رجالات جدة والحجاز الذين بنت خبراتهم المؤسسات الإدارية القائمة اليوم، ومنهم الشيخ محمد نور رحيمي الذي «كان واسطة العقد بين رجال بناة هذا الوطن في مراحل تكوينه الأولى»، وأظلمه هنا إذ ذكرته عرضًا. *** وأخيرًا.. أعتذر عن عدم استطاعتي أن آتي على كل ما جاء في السرد التاريخي الجميل للرجال الذين جاء ذكرهم في كتاب الأستاذ طلال ضليمي عن والده، ولا عن الأحداث التي سردها، وآمل أن يجد القراء الكرام الوقت للاطلاع على هذا العمل إذا جاءتهم الفرصة. #نافذة: (كان الوالد (زكي عمر) والعم طه ضليمي والعم محمد نور رحيمي أعمدة رئيسة في التأسيس والبناء ويعود لهم الفضل في وضع اللبنات الرئيسة للجمارك).. د. ناجي زكي عمر. nafezah@yahoo.com