×
محافظة المنطقة الشرقية

شرطة بنغلادش تعتقل «قياديا» في تنظيم القاعدة

صورة الخبر

لم يكن بعيداً أو مستغرباً ما حصل في مسجد الإمام الصادق بالصوابر، الأمر كان متوقعاً لدى الجميع. كلنا كنا بانتظار ساعة الصفر لا أكثر. نعم هذا مع الاسف صحيح جداً، فالتوقع بحلول الكارثة كان من المسلّمات. أقول هذا الكلام بمناسبة الحديث الزائد عن اللُحمة الوطنية ونسيان الناس لمستوى الاستعداد الأمني وجدية تعامل الجهات الرسمية للتهديدات الإرهابية قبل يوم الجمعة الفائت. أعلم أن الوقت غير مناسب لقول هذا الكلام خصوصاً وان الوزارة قد ألقت القبض على الجناة بوقت قياسي، فلابد من شكر رجال الأمن الذين أقروا عيوننا بإلقاء القبض على المجرمين في غضون ساعات قليلة. لكنني مضطر أن أعتب وأحاسب القيادات الأمنية ممن سمعوا وشاهدوا ذاك المجرم الذي يريد أن ينحر عشرة رؤوس ويستلذ بمنظر الذبح، والاعترافات بمشاركة رموز العمل السياسي والأكاديمي والإعلامي في عمليات إرهابية خارج الكويت، وتجنيد جيش بعديد 12 ألف مجاهد، ولم يحركوا ساكناً. والبلاء لا أنهم لم يفعلوا شيئاً فحسب، بل يخرج علينا الوزير ليطمئننا بأن الكويت عصيّة على الإرهاب. الشعب الكويتي الآن أمام مفصل تاريخي واضح. فبعد كارثة الغزو، يأتي هذا التفجير ليكون الحدث الأعظم وعلينا جميعاً أخذ الدروس والاستعداد لما سيأتي. مطلوب منا جميعاً التكاتف أمام المد الطائفي والخط التكفيري بشتى صوره، وهذا بالتالي يستدعي أموراً عدة. أولاً هذا الإرهاب لا يقصد جميع الفئات الكويتية بقدر استهدافه لشيعة الكويت. فاختلاف ضرباتهم عندنا عن السعودية أن الشيعة هنا مقصودون أكثر من غيرهم. ما يدعوني لقول ذلك ان إدارة السلطة الكويتية لملف الشيعة في الداخل تختلف عن أسلوب إدارته لدى السلطات السعودية والبحرينية، فهنا يتمتع الشيعة بقدر أوسع من المساحة السياسية ما يجعلهم هدفاً أساسياً لدى التكفيريين مقارنة بالأنظمة الاخرى. ثانياً والرسالة هنا معني بها النواب عموماً، وموجّهة أكثر إلى النواب الشيعة والإعلام الشيعي بالبلد بشكل خاص. كما قلت نحن هنا نتمتع بمساحة كبيرة من الحرية والقوة على خلاف بقية دول المنطقة، ما يستوجب أن نفهم ونعي بأن هذه القوة لم تصلنا من فراغ بل بسبب التفافنا حول الدستور ومدنية الدولة وتقارب القوى السياسية لبعضها ووجود المجلس والرعاية الأبوية الصحيحة لسمو أمير البلاد. لهذا الاحتراب الطائفي من دون داعٍ وبشكل استفزازي وخصوصاً مشاهد العنف التي تحصل بين الفترة والأخرى هي مشاهد سلبية تساعد على ما يريده الإرهابيون وتسهل عليهم مبتغاهم. لذا يجدر أن تكون التصرفات عقلانية وتأخذ بعين الاعتبار هذه الأجواء الدولية الموبوءة والوقوف والاحتماء وراء الدولة بدلاً من ترسيخ الشعور بالطائفية. الأمر الثالث إزالة ثقافة الكراهية والفكر الإقصائي في كل مكان. وهذا يجرني إلى أن ندفع وندعم وزير التربية وزير التعليم العالي بدر العيسى بإعادة النظر في مناهجنا وعدم الالتفاف لتهديدات نواب توعّدوه بالمنصة. فنحن أحوج ما نكون لنظريات الحب والتآلف والتواد والتقارب المبسوطة في القرآن الكريم والسنة الشريفة على ثقافة الكراهية والعنصرية والدم التي يغصبنا عليها أتباع الفكر المتشدد. hasabba@gmail.com @hasabba