في مركز الجليلة لثقافة الطفل بدبي، حيث تحف المكان أجواء الشهر الفضيل، وتزينه الفوانيس والأهلّة وحب الخير، تطغى الروح الإماراتية على مخيم المركز الرمضاني الأول، بفعالياته المتنوعة التي استقطبت 200 طفل من مختلف الجنسيات، انخرطوا أمس الأول في أنشطة تثقيفية ترفيهية، تستمر حتى التاسع من يوليو المقبل. توزع الأطفال في المخيم وفق أعمارهم على أقسام المركز بين المسرح، الإذاعة، صالة الموسيقى، محترف الرسم، استوديو التشكيل والخزف، استوديو التصوير وقسم المهارات الحياتية وقسم الأشغال اليدوية، كل أخذ مكانه بشغف ليتعلم ويستفيد ويشارك بفعل الخير، لا سيما أن مركز الجليلة خصص مخيمه الصيفي الأول الذي يتزامن مع شهر رمضان الفضيل تلبية لمبادرة الإمارات لصلة الأيتام والقصّر التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي،رعاه الله ، مقدِّما الشأن الإنساني على كل فعاليات المخيم الذي يقام تحت شعار أنا أهتم أنا أشارك ويستمر لمدة عشرة أيام. وقالت شيماء خوري المديرة التنفيذية للمركز: عملنا قائم على تثقيف الأطفال الفئة الأولى المستهدفة من المبادرة، وتعاونا مع الهلال الأحمر الإماراتي لتنظيم فعالية صندوق الخير حيث تسلم الأطفال المنتسبون للمخيم صناديق من الكرتون بحجم 403535 لتزيينها وفق ما يحبون ثم تم وضع هدايا مفيدة مثل كسوة العيد، أدوات مدرسية، ألعاب، ليخصص كل صندوق ليتيم أو محتاج من نفس فئة الطفل العمرية ويسلمه في نهاية المخيم، وينعم المحتاج بفرحة العيد ويتعلم الأطفال حب المشاركة والرحمة في شهر الخير والرحمة. وأضافت شيماء: يعمل المركز على استثمار أوقات الأطفال بشكل مفيد، ومنذ انطلاقته من ستة شهور تقريباً تمكنّا من وضع منهج عمل واضح يعتمد على تثقيف الطفل على يد متخصصين وخبراء في مختلف المجالات من الفنون الجميلة إلى الأمور الرياضية والحرفية والإعلامية، والمخيم الحالي يحمل روح التعاون وحب الخير والتركيز على التراث الإماراتي ، ويقام مخيم صيفي آخر في الثالث من أغسطس/ آب يستمر 14 يوماً ، حيث يختتم في 18 أغسطس/ آب، وتكون المطالعة والقراءة توجهه الرئيسي. تنوعت وسائل تعبير الأطفال عن اهتمامهم بالمحتاجين، حيث يلعبون ويتعلمون ويوصلون رسائلهم الإنسانية والخيرية، في المرسم وقسم الأشغال اليدوية انهمك الأطفال بالرسم على الصناديق ، كل يلون صندوقه بالشكل الذي يحب، فراشات وورود وحمائم سلام، ومنهم من كتب رسائل يدوية للأيتام الذين سيستقبلون الهدية معبرين عن شغفهم في تجهيز هدية العيد. وفي قسم الموسيقى اتخذ موضوع التفاعل والمشاركة شكلاً تعبيرياً آخر، حيث عمل القائمون على القسم بتخصصاتهم الموسيقية المختلفة على فكرة صندوق المفاجآت، الذي تخرج منه الأفكار والهدايا (لعبة أم علبة) بخطوات ممتعة وتفاعلية الهدف منها تمرير دروس مضمونها أن الفنان المبدع من يفكر خارج الصندوق، ثم منح كل طفل (دون التاسعة) كوباً بلاستيكياً وطلب منه تحريكه في حلقة جماعية لتعليمه أن الإيقاع والمؤثر الصوتي موجود في كل شيء حولنا ويمكن لكل طفل ابتكار إيقاع من أي شيء أمامه، مع أهمية الانسجام والتعاون مع أصدقائه، كما دمج الموسيقيون بين موسيقى التراث الإماراتي والأصوات التي يصدرها الأطفال من تفاعلهم لتنتج قطعة موسيقية مدهشة سيتم تطويرها وعرضها في الحفل الختامي للمخيم، إلى جانب قطعة موسيقية خاصة بمصاحبة البيانو والغيتار والآلات الإيقاعية والريكوردر، مستوحاة من موضوع المخيم الصيفي (أنا أشارك أنا أهتم) وضعها الأطفال من الفئة العمرية الأكبر (10 إلى 16) بأنفسهم. في قسم التشكيل والخزف توزّعت المهام وفقاً للأعمار، فالأولاد بين 10 و16 عاماً، صنعوا من الطين مراكب مستوحاة من التراث وكل كتب على مركبه العبارة التي يفضلها من الموروث الإماراتي، فيما نظراؤهم من الفتيات صنعن المباخر التي تعدّ من عناصر التقاليد الإماراتية لاسيما في شهر رمضان، واهتم الأطفال ما دون السادسة بتشكيل حصالات على شكل مناديس أي صناديق تراثية ليملؤوها بتبرعاتهم للفقراء طوال مدة شهر رمضان وتسليمها للمحتاجين مع حلول عيد الفطر لمشاركتهم بهجة العيد. كما صنع الأطفال من عمر (6 إلى 9) قصصاً من الطين، تتمثل بصناعة أشكال مختلفة مثل بيت وطفل ووردة ليجمعها فيما بعد ويشّكل قصة. أما في قسم المهارات الحياتية، فتعلم الأطفال أهمية التدوير فصنعوا مجسمات لورود زينة من مواد معاد تدويرها، كما تعلموا الزراعة والاهتمام بالنبتة وعناصر نموها ورعايتها. وفي المسرح تعلم الصغار كيفية ابتكار الشخصية المسرحية، بداية من قراءتها على الورق وصولاً إلى ملابسها وأدائها ومؤثراتها الأخرى، فيما خصصت حصص الدمى للأطفال دون التاسعة لتعليمهم كيفية صناعتها وتحريكها على المسرح.