انتقال شاعر أو باحث أو روائي أو مسرحي أو فنان تشكيلي من الوسط الثقافي إلى العمل في سلك دبلوماسي أو وزاري أو موقع رسمي رفيع ،هو مكسب للكتّاب والمثقفين والفنانين من زاويتين، الأولى أن العمل الثقافي من شأنه أن يكون قناة طبيعية لوصول المثقف إلى وظيفة اعتبارية تساعد، إلى حدّ ما على الأقل ،في تحسين أوضاع المثقفين، ولو من ناحية معنوية، والثانية ينطوي تكليف كاتب بمهمة دبلوماسي أو وزير أو سفير على نوع من التكريم لهذا الكاتب. وفي التاريخ الثقافي هناك أمثلة على ذلك، فقد عمل الشاعر نزار قباني سفيراً لسوريا في الصين في ستينات القرن الماضي، وكذلك عمل بابلو نيرودا سفيراً لبلاده التشيلي في أحد بلدان أمريكا اللاتينية، وأمضى الفنان التشكيلي فاروق حسني حوالي ثلاثين عاماً وزيراً للثقافة في مصر، والشاعر جريس سماوي شغل منصب وزير ثقافة في الأردن، والشاعر والروائي السعودي غازي القصيبي كان سفيراً، وقبلها كان وزيراً، والشاعر الأردني حيدر محمود مثّل المملكة سفيراً في المغرب. والأمثلة كثيرة وتؤشر كلها على أن المثقف جدير بالعمل السياسي والدبلوماسي والوزاري، لا، بل إن المثقف الذي يتقلّد منصباً من هذا النوع يضفي عليه لمسة خاصة ذات نكهة ثقافية محببة في الوسطين: الدبلوماسي، والثقافي. هكذا كان شأن غازي القصيبي الذي تشعر أنه شاعر أكثر مما هو سفير، لكن إذا تطلّب عمله شخصية سياسية أو دبلوماسية مهنية، فإنه بارع في هذا المجال، كما في الشعر. الباحث والكاتب الإماراتي بلال البدور أصبح سفير الإمارات في الأردن قبل أيام، والبدور اسم علم في الحياة الثقافية الإماراتية والخليجية، عمل مبكراً في الحقل الثقافي، بحثاً ودراسة وكتابة ومشاركة. أن يشغل بلال البدور المثقف والكاتب والباحث موقع سفير في الأردن هو مكسب للعمل الثقافي الإماراتي، ونضيف إلى ذلك أن الأردن بيئة ثقافية حيوية على مستوى الكتابة والفنون من مسرح وتشكيل، وبحكم خلفية البدور الثقافية ،فإن من شأنه وبوصفه سفيراً أن يفعّل العمل الثقافي المثمر بين الأردن والإمارات بآفاق جديدة يستفيد منها المثقفون في البلدين الشقيقين. yosflooz@gmail.com