أكد سنجيف أناند، رئيس مجلس إدارة شركة الاستشارات الإدارية سيدر متانة أداء القطاع المصرفي بالدولة، وحصانته تجاه التراجع في أسعار النفط العالمية، وتحدث في لقاء صحفي أمس بدبي، شارك فيه أناند عبر الإنترنت، عن توقعات الأداء للقطاع المصرفي المحلي في العام الجاري، معتبره عام التسويات على مستوى الإقراض للشركات المتوسطة والصغيرة، وقال إن البنوك أفرطت في الإقراض لهذا القطاع، رغم ارتفاع مستويات المخاطرة في الآونة الأخيرة، وحان وقت إعادة النظر في استراتيجياتها على هذا المستوى. في الوقت الذي استبعد أن تتجه البنوك المحلية إلى بيع محافظ قروضها للشركات المتوسطة والصغيرة، تحدث عن توجه للبيع لدى البنوك المتعددة الأطراف التي تنسحب من أنشطة لها في السوق المحلي بسبب مشكلات تواجهها في أسواقها العالمية. وتحدث عن صفقة وشيكة بين بنك من أبوظبي لشراء محفظة قروض الشركات المتوسطة والصغيرة لدى أحد البنوك المتعددة الأطراف. وقال إن البنوك المحلية وجدت بعد الأزمة المالية العالمية إن الشركات الكبرى يمكن أن تفرض مخاطر مرتفعة هي الأخرى، فوجدت في الإقراض للشركات المتوسطة والصغيرة فرصة جيدة، فهي على ارتفاع نسبة المخاطرة فيها تطرح فائدة أعلى من غيرها. وقال إن البنوك أفرطت في الإقراض بالتالي للشركات المتوسطة والصغيرة، بدون ضمانات، وبما يفوق احتياجات الأخيرة الفعلية، وبالتالي فمن المتوقع أن تقوم هذا العام بتنظيف محافظها. وبحسب أناند تمثل القروض للشركات المتوسطة والصغيرة نحو 5% من إجمالي محافظ الإقراض المصرفي في الإمارات. فيما تصل حصتها من الودائع المصرفية إلى ما يراوح بين 6 و 8%. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي أمس في دبي، للإعلان عن استحواذ الشركة على الأنشطة التجارية والأصول التشغيلية لدى آي بي إس ببلشينغ، الشركة البريطانية المتخصصة في الأبحاث والنشر والاستشارات في مجال التكنولوجيا في قطاع الخدمات المالية. وتشتمل صفقة الاستحواذ على العلامة التجارية الأساسية والمنصة التشغيلية آي بي إس إنتليجنس. وتوجد شركة سيدر في دبي منذ عام 1999، حيث قامت بمساعدة أكثر من 60 مصرفاً ومؤسسة مالية في دول مجلس التعاون الخليجي ومنطقة الشرق الأوسط، على تطوير وتنفيذ استراتيجية النموّ الخاصة بها وعلى إحداث تحولات في أعمالها وتقنياتها وعملياتها. والأهمّ من ذلك، قامت سيدر بدور المستشار الرئيسي لصفقة الاندماج التي شملت بنوك عدة، بما في ذلك بنك الإمارات وبنك دبي الوطني، ومصرف دبي ومصرف الإمارات الإسلامي، وحديثاً مصرف أبوظبي الإسلامي وباركليز. ويصل عدد عملاء الشركة في الإمارات إلى أكثر من 150 شركة، نصفها من المؤسسات المالية والمصرفية. وقال أناند إن الشركة عاصرت التحولات التي شهدها القطاع المصرفي في الدولة، والذي أدرك في السنوات الأخيرة أهمية مجال خدمات الأفراد وبدأ يركز عليه بصورة أكبر، ويحقق فيه مستويات نموّ لافتة، ليمثل اليوم شريحة أساسية من عمله ومن عائداته. ولفت إلى أن البنوك المحلية استفادت من خروج العديد من البنوك الأجنبية من القطاع، لانشغالها في مشاكلها الخاصة في دولها. خدمات الأفراد وتوقع من جهة أخرى أن تركز البنوك هذا العام على خدمات الأفراد، ليس من جهة السعي لاستقطاب عملاء جدد، بقدر العمل على الحفاظ على العملاء الحاليين، والاستثمار في التكنولوجيا المتقدمة، مؤكداً أن البنوك المحلية اليوم باتت أكثر وعياً بأهمية الحاجة إلى التحليل التقني المرتفع المستوى. وقال إن البنوك من جهة أخرى يتنظر أن تركز في المرحلة القادمة على التوسع في الخارج، لافتاً إلى إن بعض البنوك خاضت في السابق تجارب على هذا المستوى لم تكلل بالقدر الكافي من النجاح. لكنه قال إن البنوك تعلمت دروسها وباتت أكثر قدرة اليوم على معرفة الوجهة الأنسب للتوسع خارجياً، ومتطلبات التوسع المتماشية مع مواطن قوتها. وقال إن البنوك المحلية تمرّ بمرحلة تطور وتغيير مع تبدل القيادات في عدد من هذا البنوك، ما يفرض تغييرات بالتبعية في استراتيجية عملها الداخلية والخارجية. ولفت من جهة أخرى إلى أن البنوك باتت أمام مرحلة النضج في التعامل مع محافظها العقارية، حيث تعلمت البنوك كيف تدير مخاطر العقار. واستبعد أناند أن يكون لتراجع أسعار النفط تأثير كبير في أداء القطاع المصرفي، قائلاً إن القناة الأساسية للتأثير تتمثل في تراجع الودائع الحكومية وانعكاسات ذلك على السيولة، الأمر الذي لم يتحقق إلى الآن، كما أنه سيقابله تراجع في الإنفاق، وبالتالي الإقراض من البنوك. وقال إن هذا الأمر يبقى كذلك محصوراً في البنوك الكبرى، أما أغلبية البنوك فلن تتأثر جراء التراجع في أسعار النفط. وأضاف قائلاً: لا أرى ما يدعو للقلق على هذا المستوى. استبعاد إغلاق أفرع من جهة أخرى تحدث أناند عن عدد أفرع المصارف المحلية في الإمارات قائلاً إن العدد كبير، حيث يصل عدد عملاء البنوك في الدولة إلى 9499 عميلاً لكل فرع، مقابل 11.63 ألف عميل للفرع في السعودية، لكنه استبعد أن يتمّ إغلاق أفرع رغم ذلك، لكنه رجّح إمكانية إعادة توزيع الأفرع، مع التركيز على المواقع الاستراتيجية. ولفت إلى أهمية الاستثمار في التكنولوجيا المتقدمة، الأمر الذي يحد من الحاجة إلى عدد كبير من الأفرع. أي بي إس إنتليجنس قال أناند إن منصة آي بي إس إنتليجنس، منذ أكثر من 20 عاماً، المصدر الرئيسي للأخبار المستقلة والمعمقة، وأبحاث وتحليلات أسواق تكنولوجيا الخدمات المالية، ولديها قاعدة كبيرة من العملاء تغطي ما يزيد عن 38 بلداً حول العالم. وتضم مجموعتها الشاملة من التقارير التي تصدرها حول الصناعة طيفاً واسعاً من الاختصاصات المالية، كما تقتفي مسار الاستثمارات والاتجاهات العالمية في مجال التكنولوجيا في القطاع المصرفي، من خلال مطبوعتها الرئيسية آي بي إس جورنال. وهذا يشمل أيضاً أبحاثاً حول التكنولوجيا الخاصة بالمصارف الإسلامية. وتوفر المنصة أيضاً خدمات استشارية لأكثر من 80 عميلاً دولياً، بما في ذلك مؤسّسات مالية إقليمية ومتعددة الجنسيات، وشركات أسهم خاصة، وبنوك استثمارية، وشركات استشارية، ومزودي حلول تكنولوجية. ويعزز الاستحواذ على آي بي إس القيمة المقترحة التي توفرها سيدر لعملائها في منطقة الشرق الأوسط. وسوف تركز سيدر على زيادة عملائها في منطقة الشرق الأوسط الذين سيستفيدون من أبحاث وتقاير آي بي إس. وبهذه المناسبة، قال أناند: تُعدّ هذه الخطوة إنجازاً بارزاً بالنسبة لشركة سيدر وآي بي إس إنتليجنس، كونها تجمع بين الأفكار الريادية الفريدة من نوعها والخدمات المتميّزة الحائزة على جوائز. تُعدّ سيدر شركة استشارات وتحليلات عالمية، وقد ساعدت بخبرتها التي تتخطى 25 عاماً ومهنيّيها الذين يتجاوز عددهم 500 موظف في مختلف شبكاتها، أكثرَ من ألف عميل من مختلف مجالات هذا القطاع. 16 موقعاً في العالم تمتلك سيدر التي تشارك في تأسيسها مبتكرو بالانسد سكوركارد والتي كانت سابقاً جزءاً من رينيسانس وورلد وايد العالمية، الشركة الاستشارية التي تبلغ قيمتها مليار دولار أمريكي، قدراتٍ متميزةً في استراتيجية السوق العالمية وتطوير استراتيجيات الأعمال وإحداث تحولات في المؤسسات والعمليّات. وتقع مقار سيدر في الولايات المتحدة الأمريكية إضافةً إلى شبكة من المكاتب في 16 موقعاً حول العالم. تُعدّ شركة آي بي إس ببلشينغ إلى جانب منصتها التابعة آي بي إس إنتليجنس، التي تأسست في عام 1991، مصدراً موثوقاً للأخبار والتحليلات المستقلة الخاصة بأسواق تكنولوجيا الخدمات المالية العالمية، حيث تحظى نشرتها الأيقونية آي بي إس جورنال بتقدير واسع في جميع أنحاء العالم. وتستند مجموعتها الشاملة من التقارير الخاصة بالأسواق إلى معايير الاستقلالية والخبرة العالية.