كلمات أثبتت علاقتنا بالواقع وبالموجودات وكانت بمثابة محاولة لتحديد ماهية الوعي الاجتماعي وعليه أراد الفارابي تحسين العلاقة بين البشر وتوفير المصلحة الشخصية لكل منهم ضمن حدودٍ تعاملية سماها قواعد أساسية. ثم قدم مسألة لها تأثير واسع قبل تقنيات ثورة الاتصال والتواصل الاجتماعي وهي وجود التوازن المطلوب واستئصال الفساد الأخلاقي بالقضاء على الجهل ومكافحة الأمية، وإن رأس الفضيلة والمعرفة هو توثيق العلاقة بين الناس وتحقيق الوئام بينهم، وهذا يأتي من خلال التنسيق بين الأخلاق والمعرفة الذي يكشف عن الحس والإدراك على اعتبار أن السعادة من نصيب أولئك الذين لا يفكرون. لقد أصبحت الحياة العامة مجتمعا صغيرا يكتظ بصخب التواصل وأساليبه الحديثة التي أتاحت فرصا عديدة لتداول الأحداث والأخبار والمعلومات وتحليل الأحوال والأفعال وتم تغيير الأشياء والمكان والزمان، وأصبحت كثير من المصطلحات شبه يومية أو تكاد تكون يومية تلازم الفرد كشرارة في حقل مليء بالغاز لكي تضيء الظلمة الحالكة في الشاشات ما جعل المجتمع بجميع شرائحه يحمل بعناية أجهزة ذكية، ويتابع ما تجري كتابته... ويعيش اللحظات المتنوعة مع العالم حية على الهواء. يقرأ ويشاهد المعارف بكل أنواعها والمصائب التي أصابت أمتنا التي قطفت ثمرة الأرواح الساكنة ونثرتها ظلماً أشلاء في الأنحاء لم تحمهم عقولهم من جرم فادح قاموا به تجاه العابدين في دور العبادة وقد قال المصطفى صلى الله عليه وسلم في حالة الحرب وليس في السلم: عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا بعث جيشًا قال: «انطلقوا باسم الله، لا تقتلوا شيخاً فانيًا، ولا طفلاً صغيرًا، ولا امرأة، ولا تغلوا، وضموا غنائمكم، وأصلحوا وأحسنوا، إن الله يحب المحسنين». وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم "ألا يُقتل الراهب في الصومعة" هذه الوصايا من نبي هذه الأمة في الحرب، اتقوا الله أنتم تقتلون المسلمين الآمنين العابدين في المساجد، أي دين أنتم تتبعون؟ هل هي مؤامرة ضخمة تحاك ضد الأمة بأيدي شبابها وتخطيط رجالها وترعاه الأمهات في البيوت، أم هي لعنة التقنية على الأمة العربية تم استخدامها لإبادة تعاليمنا وعلمنا وتطورنا، وقضت على الرحمة في القلوب وترويع الآمنين، كم هي مؤلمة هذه الكلمات التي تضيء جهازك المحمول على مدار اللحظة انفجار مسجد في الكويت وهجوم مسلح على فندق في تونس، وفي سورية قتل مئات من البشر وجاري كتابة المزيد وأنت لا زلت على فراشك لم يبدأ نهارك، مصائب ومآس تجتاح هدوءك دون هوادة، أين ذهبت عصافير الصباح التي تملأ الدنيا تغريدا بل أين اختفت ألحان الطبيعة؟ سئم العربي من التصحر الفكري يريد المحافظة على مسؤوليته في الإصلاح والعيش الكريم، إذن لايوجد اليوم جاهل أو أمي فالمتعلم عالم وتتعلق بكيفية استعمالها كمن قال: أبقراط عالم في الطب إذن هو عالم، ولا مجال للمغالطة فالكل يتواصل عبر الواتساب إما كلمات أو صورا فالأمر يتعلق باستدراج المحاور نحو المفارقات والمقاصد. في حين يعتبر أن قطع المسافة بسرعة فائقة قد تفقده الكثير مما جمع، إننا في سباق مع الزمن لتحقيق أهداف غايتها الناس على نحو مباشر فالصور الفردية والواضحة تُظهر من التعارض ما يكفي.