لم يمنعه عمره الصغير الذي لم يتعد الأربعة عشر عاماً، أن يحقق حلم والديه في أن يصبح حافظاً للقرآن الكريم كاملاً، خلال فترة وجيزة لم تتعد الخمسة أعوام، ولذلك كان حرص محمد أحمد العسيلي، أن يكون هذا الشخص الذي تأمل فيه والداه خيراً. ببراءة قل مثيلها وابتسامة عريضة، أوضح العسيلي أنه يدرس في الصف التاسع، وبدأ منذ فترة حفظ القرآن الكريم في مركز أحمد الموسى، وكان يحفظ طيلة هذه الأعوام بمعدل صفحتين ونصف الصفحة يومياً، وأنه كان حريصاً على انتظام الحفظ بشكل كبير، حتى يستطيع إكماله بوقت جيد، بعيداً عن التطويل. ورأى أنه لولا تشجيع والديه، خاصة والده الذي يحفظ هو الآخر القرآن كاملاً، ما كان وصل لهذه المرتبة في وقت قليل مقارنة بعمره الصغير، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن أصدقاءه كانوا يشجعونه كثيراً ويحمسونه حتى يتميز. وأشار إلى أن من يحرص على العيش مع كلمات القرآن بصفة يومية، يكون نصيبه من الصلاح والتهذيب الخلقي الكثير، موضحاً أنه مع كل فهم لمعنى من معاني المصحف الشريف، تتجسد قيم الإسلام السمحة والعظيمة، التي يجب أن يتحلى بها كل المسلمين قاطبة، وأنه لاحظ ومع المواظبة على الحفظ أن مخارج ألفاظه السليمة والصحيحة، أصبحت أقوى، كما أن لغته العربية، انطلقت به إلى آفاق أرحب من الفهم والإجادة، مؤكداً أن هذه الصفات الحميدة كان لها من الأثر الكبير ما انعكس على سلوكه وأخلاقياته في التعامل مع الآخرين، فضلاً عن حرصه الشديد أن يكون مثالاً يحتذى للمسلم الصحيح الذي لا يصدر عنه ما يشينه أخلاقياً وسلوكياً. وذكر أنه وبتشجيع وترشيح من مركز التحفيظ شارك في مسابقات كثيرة للقرآن الكريم، ومنها مسابقة الشيخة هند بنت مكتوم، والشيخة لطيفة، فضلاً عن المسابقات المدرسية التابعة لوزارة التربية والتعليم، وأنه حصل على مراكز متقدمة في كثير من هذه المسابقات، التي أكسبته خبرات كبيرة بفضل الاحتكاك بمستويات متقدمة. وعن أهم أحلامه التي يتمنى تحقيقها، قال إن دراسة الهندسة والتخصص فيها أكثر ما يسعى إليه مستقبلاً، مؤكداً أنه رغم بعض الصعوبات التي تواجهه في تنظيم وقته بين المذاكرة ومراجعة حفظه اليومي إلا أنه حريص جداً على الإمساك بحلمه.