لا توجد كلمات يمكن أن توصف بها هذه الجريمة الإرهابية النكراء والجبانة، التي تعرض لها أبناؤنا المصلون في مسجد الإمام الصادق في منطقة الصوابر، ولا نستطيع كذلك أن نقول إن الأمر كان مفاجئاً، إذ حذرنا وحذر غيرنا من الخطر الداهم للإرهاب قرب حدودنا، ومن خلاياه النائمة بيننا. ليس قليلاً أن يذهب ضحية الغل والغلو والتطرف الطائفي27 مواطناً و227 جريحاً في بلد صغير كالكويت وفي مسجد واحد، فبعد التفجيرات التي طالت مساجد وحسينيات إخوتنا الشيعية في المنطقة الشرقية بالسعودية، توقع الجميع أن تمتد تلك الأعمال الإجرامية إلى جميع دول الخليج، وكان تنظيم داعش قد أعلن على الملأ، وبكل وسائل التواصل أنه سيستهدف دولنا بدءاً من الكويت. لقد تلقيت اتصالات عدة من مثقفين عرب، يعبّرون عن استيائهم واستنكارهم لهذه الجريمة ضد المواطنين الآمنين، وضد بلد عُرف عبر زمن طويل بالتنوير والثقافة والحرية، ولكن عندما تحول النهج إلى قمعي بوليسي، وغُيّب العقل تُرك الفراغ لقوى الغلو والتشدد الديني، في مناهجنا الدراسية ومحاولة أسلمة القوانين، لتحويل الكويت البلد المدني الديموقراطي إلى دولة إسلامية. ماذا يعني أن تتم الهجمات الإرهابية في وقت متزامن، في كل من الكويت وفرنسا وتونس؟ ألا يعني ذلك أن تنظيم داعش قد بلغ نفوذاً كبيراً، وإن مثل هذه الأعمال ما يخدم المخططات الامبريالية والصهيونية لتقسيم دولنا، إلى دويلات صغيرة على أسس طائفية واثنية وعرقية، لضمان التفوق العسكري الإسرائيلي في المنطقة. كل المقدمات والأدلة التي تثبت أن هناك مناصرين ومساندين وممولين للعصابات الإرهابية في الكويت، منهم نواب ذهبوا إلى سورية، ومنهم من جمع مبالغ هائلة في المساجد والدواوين لتمويل الإرهاب، إضافة إلى أفلام الفيديو التي هدد المتحدثون فيها، بأن يفعلوا بنا ما فعله البغدادي ضد الكفار...ألم يكن ذلك كافياً لاتخاذ إجراءات جدية من الحكومة، لتحفظ سلامة وأمان مواطنيها؟ لابد من التصدي وردع الإرهاب من قبل جميع أفراد الشعب، عبر التلاحم وتفويت الفرصة على من يريد بنا الفرقة، ويجب على الدولة ملاحقة مثيري الفتن والكراهية، في المدارس والمساجد ووسائل الإعلام، التي سهلت لدعاة الغلو والتشدد بالتسيد على وسائل إعلامنا، وضرورة سرعة تغيير مناهجنا الدراسية التي تسمم عقول أطفالنا. وليد الرجيب osbohatw@gmail.com