×
محافظة المنطقة الشرقية

جويس عقيقي: أتمنّى تقديم برنامج سياسي حادّ ومستفزّ

صورة الخبر

تقوم دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، ومجمع الشارقة للآداب والفنون ابتداء من شهر مايو/أيار الماضي بنشاط ثقافي وفني لافت في المنطقة الشرقية في مدن خورفكان وكلباء والذيد ودبا الحصن، حيث تنظم بالتناوب عروضاً مسرحية وأمسيات شعرية وورشاً ومعارض ولقاءات فنية تتناول موضوعات الفن التشكيلي والخط العربي والفنون الإسلامية، والمشغولات الخزفية، وغيرها، فقد احتضنت مدينتا خورفكان وكلباء في مايو/أيار أنشطة فنية نظمها مجمع الشارقة للفنون، وضمت معارض وورشا فنيّة متعدّدة، جاءت تحت عناوين معالم إسلاميّة وخزف، وتجلّيّات الحرف العربيّ، وزخارف إسلاميّة، وعرّفت المشاركين والزوّار بإبداعات الفنّ الإسلاميّ والتشكيليّ. في نهاية مايو/أيار أقيم في خورفكان معرض الخليج العربي للفن الذي نظمه مجمع الشارقة للآداب والفنون بالتعاون مع جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا، وضم المعرض أكثر من 70 عملاً في الفن التشكيلي كالغرافيك والتصوير الزيتي والمائي والأشغال اليدوية لطلاب من جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا. هذا النشاط المكثف من المرجح أنه سوف يتزايد في الأشهر المقبلة بالتناسب مع الإجازات التي توفر جمهوراً أكبر وتسمح لمحبي الفن التشكيلي بزيارة المعارض ولهواته بالالتحاق بالدورات الفنية التي تقام في هذه الفترة من السنة، ما يدل على أن هناك وعياً لدى منظمي تلك الأنشطة بضرورة استغلال الظرف لزيادة التعاطي مع الفنون التشكيلية والثقافية عامة، ويهيئ انتشار المراكز الثقافية في تلك المدن بيئة للعمل الثقافي المستمر، حيث تتوفر في تلك المراكز مسارح وقاعات للمحاضرات وساحات مفتوحة لمختلف الأنشطة، وتنفذ المراكز أنشطة مستمرة منها المسرحي والفني، ومنها الأماسي الشعرية، كما تتوفر على مكتبات مفتوحة أمام محبي القراءة، وتوفر لهم مختلف أنواع الكتب، وتنفذ إدارات هذه المكتبات أنشطة جماعية للقراءة والتفاعل مع الكتاب، وكل ذلك يجعل الظروف مواتية لعمل ثقافي شامل. تمثل المنطقة الشرقية في الشارقة خاصة مناطق الواحات أماكن جذب في هذه الفترة من السنة، خصوصاً في أشهر المقيظ (أشهر جني التمر)، فيصبح الحضور السكاني فيها مكثفاً، حيث تسمح برودة الواحات النسبية للناس بإمكانية الخروج والتنزه خارج المنازل، ولهذا فإن استغلال هذه الظروف في إقامة أنشطة فنية وثقافية جاذبة للجمهور في تلك المناطق سيسهم، لا محالة، في زيادة الوعي الثقافي والفني للمجتمع، ويضيف إلى تلك المدن طابعاً أكثر جاذبية، ولنا في النجاح الذي حققه مهرجان الشارقة للمسرحيات القصيرة في كلباء على مدى دوراته الثلاث الماضية مثال يحتذى في هذا المجال، كذلك يمثل كرنفال خورفكان المسرحي الذي تنظمه إدارة المسرح في الدائرة جهداً رائداً في هذا الاتجاه، وهو يقتصر حتى الآن على الظواهر المسرحية والأدائية إذ يسعى إلى اكتشاف واختبار الصلات الممكنة والمحتملة بين المسرح والأشكال المختلفة من الفنون الأدائيّة والسرديات الشعبية التي ابتكرها واستأنس بها المجتمع الإماراتي منذ قرون، سواء في البر أو على البحر، وتجري فعاليات الكرنفال في الامتداد الواسع لكورنيش خورفكان استثماراً للجماليات المتنوعة للطبيعة الخلابة، واستعادة للمكانة لهذا المكان الذي شهد أشكالاً مختلفة ومتداخلة من النشاطات الاجتماعية والاقتصادية على مر السنين، وقد شهد الكرنفال في دورتيه الماضيتن إقبالا كبيرا من أهالي خورفكان ومن مناطق إماراتية عديدة ما يعني أنه يحقق النجاح المطلوب، ويمكن التفكير مستقبلاً في توسيعه ليشمل الفنون البصرية والحرفية وفنون الشعر والأدب والحكاية وغيرها، فيكون بذلك مهرجاناً شاملاً. توفر مدن المنطقة الشرقية بما تحوزه من معالم سياحية متنوعة كالتضاريس الجبلية والبحر والواحات الخضراء وآثار العمران التقليدي كالحصون وبقايا المدن والمحميات الطبيعية التي تتوفر فيها أنواع الغزلان والحيوانات البرية، محميات الطيور، وغيرها ما يمكن البناء عليه في وضع تصور لمهرجانات ثقافية شاملة في هذه المدن أو بعضها، بحيث يجمع المهرجان بين مختلف أوجه النشاط الثقافي بما فيه الحديث والفلكلوري والتراثي، فتتجاور الإبداعات الأدبية والأدائية والفنية والحرفية بين الحاضر والماضي، لتوفر لزائر المهرجان غنى ذوقياً وعقلياً ممتعاً، ويكون فرصة حقيقية لسياحة ثقافية شاملة، توفر بديلاً قريباً ومناسباً عن أنواع أخرى من السياحات خارج الوطن، وتعرّف المواطن الإماراتي وغير الإماراتي على مختلف جوانب الثقافة الوطنية ومظاهرها الحداثية والتقليدية، وهذا النوع من المهرجانات أصبح ضرورياً في تلك المناطق لأن كل ظروفه مواتية، سواء فيما يتعلق بالجذب السياحي أو البنية التحتية القادرة على استقبال جمهور كبير.