يعد جامع الإمام تركي بن عبدالله الواقع بمنطقة النقعة في وسط مدينة الرياض أحد أبرز مساجد العاصمة القديمة، حيث أمر الإمام تركي بن عبدالله بن محمد آل سعود بإنشاء جامع سمي فيما بعد باسمه، وأمه الشيخ عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ، الذي عينه الإمام رئيسا لهيئة العلماء في ذلك الحين. وقد أخذ في الاعتبار قرب المسجد من أحياء الرياض القديمة، وقربه من قصر الحكم. إلى أن جاء عهد الإمام فيصل بن تركي بن عبدالله آل سعود في عام 1259هـ، حيث أعيد بناء الجامع، ليزاد في سعته من الناحيتين الشرقية والغربية، وقد أدخلت في ساحاته زخارف إسلامية لم تكن معروفة في نجد آنذاك، كما وضع ممر علوي بين المسجد وبين قصر الحكم، واستحدثت في المسجد مساق جديدة. توسعات متلاحقة وفي عهد الملك عبدالعزيز -رحمه الله- تمت إنارة الجامع وربطه بقصر الحكم عبر جسر أسهم في سهولة الوصول للجامع عند أوقات الصلوات والجمع. إلى أن جاء عهد الملك سعود، الذي واصل اهتمامه بالجامع وزاد في عمارته وأمر بتجديد فرشه وأنواره وزاد في مساحته زيادة كبيرة، ضمت إليه آبار سويلمة وفيصلة وشدية وسلطانة وغيرها من الأراضي التي لم تكن في نطاق الجامع. ثم توالت بعد ذلك العناية بالجامع، ويلحظ أن مصابيح الجامع الأمامية القديمة منخفضة، بينما المصابيح التي تحد السرحة رفيعة، مما يدل على أن الجامع شهد عمليات توسعة وفق نظام البناء الحديث منذ عهد الملك فيصل إلى يومنا الحالي. حيث أحدثت عمارة جديدة للجامع في مشروع تطوير منطقة قصر الحكم، وأشرفت الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض على تلك التوسعات، حيث تقدر مساحة الجامع بحوالي 16.8 ألف متر مربع، ليستوعب نحو 17 ألف مصل في وقت واحد. خارطة الجامع ويتكون الجامع من مصلى رئيسي للرجال وآخر للنساء تبلغ مساحتهما 6.32 ألف متر مربع وبارتفاع 14.8 متر، وساحة خارجية تبلغ مساحتها 4.8 ألف متر مربع، ومكتبتين إحداهما للرجال والأخرى للنساء بمساحة 325 مترا مربعا تقريبا لكل منهما. كما يحتوي على سكن للإمام والمؤذن، ويشمل مكاتب خاصة بالأجهزة الحكومية ذات الصلة. وقد أقيمت على جانبي الجامع منارتان بارتفاع 50 مترا استلهم في تصميمهما روح العمارة التقليدية، وقد بني من وحدات خرسانية سابقة الصب، وغطيت جدرانه الخارجية والجزء العلوي من الجدران الداخلية بحجر الرياض، بينما غطي الجزء الأسفل من الجدران والأعمدة بالرخام الأبيض، أما السقف فقد غطي ببلاطات خرسانية تشبه المرابيع الخشبية التي كانت تغطي سقف المسجد القديم، وجهز الجامع بوسائل البث التلفزيوني والإذاعي المباشر وكاميرات تلفزيونية يتم التحكم فيها عن بعد. أئمة وعلماء توالى على إمامة الجامع منذ بنائه منتصف القرن الثاني عشر الهجري، عدد كبير من الشيوخ والأئمة، وهم: سليمان بن محمد بن أحمد بن علي بن سحيم في عام 1158هـ/1745م. محمد بن صالح. عبدالوهاب بن محمد بن صالح. محمد بن عبدالوهاب بن محمد. عبدالرحمن بن حسن بن محمد بن عبدالوهاب في عام 1241هـ/1826م. عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن في عام 1285هـ/1869م. محمد بن إبراهيم بن محمود في عام 1293هـ/1876م. عبدالعزيز بن صالح بن موسى بن مرشد. عبدالله بن عبداللطيف آل الشيخ. عبدالرحمن بن محمد بن عساكر (بالإنابة في فترة مرض عبدالله بن عبداللطيف آل الشيخ). عبدالرحمن بن عبداللطيف (بالإنابة في فترة مرض عبدالله بن عبداللطيف آل الشيخ). محمد بن عبداللطيف بن عبدالرحمن آل الشيخ. عمر بن عبداللطيف في عام 1367هـ/1948م. سعد بن عتيق. عبدالرحمن بن عبداللطيف (للمرة الثانية حتى عام 1366هـ/1947م). عبدالله بن عبدالرحمن بن عبداللطيف. إبراهيم بن سلمان آل مبارك. عبدالرحمن بن علي بن عدوان في عام 1370هـ/1951م. محمد بن إبراهيم آل الشيخ من عام 1373هـ/1954م إلى وفاته عام 1389هـ/1969م. عبدالعزيز بن عبدالله بن باز من عام 1389هـ/ 1969م. عبدالله بن عبدالرحمن بن جبرين (بالإنابة). عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ. محمد بن عبدالله بن عمر آل الشيخ (بالإنابة في غياب عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ).