واصل الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس درسه في تفسير سورة الذاريات، وبدأ معالي الرئيس العام إلى الآية رقم (52) من قوله تعال (كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول إلا قالوا ساحر أو مجنون) يقول الله مسليا لرسوله صلى الله عليه وسلم عن تكذيب المشركين بالله المكذبين له القائلين فيه من الأقوال الشنيعة، وما هو منزه عنه، وأن هذه الأقوال مازالت دأبا وعادة للمجرمين المكذبين للرسل فما أرسل الله من رسول إلا رماه قومه بالسحر أو الجنون. ويضيف معاليه في شرح الآية (53) يقول الله تعالى: هذه الأقوال التي صدرت من الأولين والآخرين – هل هي أقوال تواصوا بها، ولقن بعضهم بعضا لها، فلا يستغرب بسبب ذلك اتفاقهم عليها «أم هم قوم طاغون» حيث تشابهت قلوبهم وأعمالهم بالكفر والطغيان فتشابهت أقوالهم الناشئة عن هذا الطغيان وهذا هو الواقع كما قال تعالى «وقال الذين لا يعلمون لولا يكلمنا الله أو تأتينا آية كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم تشابهت قلوبهم» وكذلك المؤمنون لما تشابهت قلوبهم بالإذعان للحق وطلبه، والسعي فيه، بادروا إلى الإيمان برسلهم وتعظيمهم وتوقيرهم وخطابهم اللائق بهم، ويردف معاليه قائلا يقول تعالى آمرا رسوله بالإعراض عن المعرضين والمكذبين في الآية (54) «فتول عنهم» أي: لا تبال بهم ولا تؤاخذهم وأقبل على شأنك فليس عليك لوم في ذنبهم، وإنما عليك البلاغ، وقد أديت ما حملت وبلغت ما أرسلت به. ثم ينتقل معاليه للآية (55) «وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين» والتذكير هنا نوعان تذكير بما لم يعرف تفصيله ومما عرف مجمله، والنوع الثاني: تذكير بما هو معلوم لدى المؤمنين، ولكن انسحبت عليه الغفلة والذهول ويكرر الله عليهم ليرسخ في أذهانهم. ثم انتقل معاليه إلى درس فقه السنة من كتاب «عمدة الأحكام من كلام خير الأنام» للحافظ عبد الغني المقدسي وأكمل فيه شرح الحديث العشرين من باب السواك عن حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- قال: (كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا قام من الليل يشوص فاه بالسواك)، وبين ما فيها من مسائل مبتدئا بتعريف راوي الحديث وهو الصحابي الجليل حذيفة بن حسل بن جابر بن عمرو بن ربيعة بن جروة بن الحارث بن مازن بن قطيعة بن عبس، العبسي القطيعي أبو عبدالله حيث اصطفاه الرسول صلى الله عليه وسلم بكتمان السر، ثم أجاب معاليه عن أسئلة الطلاب والمتلقين المتعلقة بما تضمنه الدرس من معارف وأحكام.