×
محافظة المنطقة الشرقية

وزارة النقل: إصلاح طريق بقيق - صلاصل بالكشط والسفلتة

صورة الخبر

بقلم : م. علي بن حسن بن عوشان الشهري يعرف الناجحون أنهم من أكثر البشر تخطيطًا ورسمًا لأهدافهم، وكيفية الوصول إليها والتغلب على المشاكل والمعوقات والصعوبات التي ربما يواجهونها سعيًا لتحقيق غاياتهم. ولا شك أن التخطيط هو فن ترتيب الأولويات لتحقيق الغايات، وهو إلى جانب أنه علم قائم بذاته وأسلوب منهجي مدروس يُمكن من رسم الطريق نحو النجاح، فإنه مع ذلك كله التزام وجدول عمل وتقييم ومتابعة وتصحيح للمسار عند الحاجة، وبذلك فلا غرابة أن من يخطط للوصول إلى هدف معين بعد توفيق الله تعالى وتسهيله فإنه يصل إليه متى ما جمع إلى جوار الإتكال على المولى عز وجل العزم والمثابرة والتفاني والصبر وبذل الجهد. ويُعرف الاختصاصيون التخطيط بأنه: التدبير الذي يرمي إلى مواجهة المستقبل بخطط منظمة سلفًا، لتحقيق أهداف محددة. وكون المبتعث قد استخار، ثم استشار وعزم على أن يرسم مستقبله من خلال انضمامه للبعثة، فكان من المنطقي أن يحدد أهدافه، ويرتب أولوياته، ويضع الخطة التي سيسر على نهجها منذ مغادرته لموطنه، وحتى عودته، مرورًا بالدراسة وترتيبات السفر والإقامة والنواحي الدراسية والحياتية التي من الطبيعي أن تكون ضمن العناصر التي يضعها المبتعث في تصوره وترتيباته. ولنتصور أن مبتعثًا قرر أن يضع مخططًا بسيطًا لبعثته فسيحتوي على العناصر التالية: أولاً: التقدم بطلب الالتحاق بالبعثة (يتضمن ذلك التسجيل ببرنامج الابتعاث واستكمال ومتابعة الطلب وانتهاءً بالحصول على القبول النهائي والضمان المالي). ثانيًا: اختيار بلد الابتعاث (ويتضمن أن يكون البلد المختار ذا سمعة جيدة علميًا وتقنيًا، وأن يكون من البلدان المتقدمة وصاحبة تجربة جيدة في التعامل مع المبتعثين، إضافة إلى توفر مستوى مقبول من المعيشة والأمان). ثالثًا: اختيار المدينة التي سيدرس بها المبتعث (ويتضمن ذلك مستوى المعيشة بالمدينة وتوفر الخدمات والسكن وتوفر وسائل المواصلات وتوفر بعض الخدمات مثل وجود مساجد أو مصليات ومراكز لبيع الأكل الحلال). رابعًا: اختيار الجامعة (ويتضمن أن تكون جامعة معترف بها وبالتخصص الذي ينوي المبتعث دراسته فيها، إضافة إلى توفر معهد للغة بالجامعة كذلك يشمل سمعة الجامعة ومدى قوتها وتميزها بين الجامعات في بلد الابتعاث). خامسًا: اختيار التخصص (ويتضمن التخصصات التي يميل إليها المبتعث، أو قد يكون اختصاصيًا فيها إذا كان قادمًا لإكمال الدراسات العليا، ويشمل ذلك أن تكون من التخصصات المطلوبة والتي تخدم الوطن). سادسًا: الترتيبات داخل الوطن (وتتضمن الإعداد لميزانية مبدئية للبعثة واستخراج الفيزا والتأشيرات لدخول بلد الابتعاث والاستشارات والدورات التحضيرية). سابعًا: الترتيبات عند الوصول لبلد البعثة (وتشمل التعامل مع السلطات في بلد البعثة لاستكمال شروط الإقامة كطالب وترتيب السكن والتنقل من وإلى الجامعة، والحصول على شريحة اتصال وفتح حساب بنكي والترتيبات المتعلقة ببداية الدراسة في الجامعة). ثامنًا: ترتيبات مع الجامعة (وتشمل التعرف إلى حرم الجامعة ومرافقها والتعرف إلى المسؤولين في مكتب التنسيق للطلبة الدوليين في الجامعة، وكذلك الاستفادة من الملتقيات التعريفية التي تقدمها الجامعة للطلاب الملتحقين حديثًا). تاسعًا: ترتيبات مع الملحقية الثقافية (ويشمل فتح ملف والتعرف إلى المشرف الدراسي والتعرف إلى الخدمات الإلكترونية التي تقدمها بوابة المبتعثين الإلكترونية). عاشرًا: التعرف إلى المواد التي سيدرسها المبتعث في مرحلتي اللغة والتخصص (ويشمل ذلك معرفة ما يحتاجه من مراجع وتجهيزات تسانده أثناء دراسته، وكذلك الطريقة المتبعة في الكلية أو الجامعة لرصد تقدم المبتعث وتطوره، وكيفية التواصل مع المحاضرين، وتسليم الواجبات والبحوث، والطرق المثلى في الاستذكار، وتطوير المستوى العلمي أثناء الدراسة). إضافة إلى عناصر أخرى يحددها المبتعث وفق رؤيته والترتيب السابق اجتهادي ولكل مبتعث طريقته في ترتيب هذه الأولويات ومدتها الزمنية. إن التخطيط الناجح والمدروس يكون بعد توفيق الله أحد أهم الأسباب في أن تكون رحلة الابتعاث ميسرة ومرنة، وذلك لأن بعض المواقف تستدعي تغيير بعض الخطط فيكون التخطيط المسبق رافدًا مهمًا لتعديل الخطط بشكل مناسب وسريع وفعَّال. لا شك أن المبتعث يسعى بكل جهده لأن تكون مدة إقامته في بلد الابتعاث متوجة بالنجاح، لذلك كان لابد من رسم وتخطيط هذه المرحلة بما يضمن سيرها على ما يرام من البداية وحتى مغادرة بلد الابتعاث بعد نيل الدرجة العلمية إن شاء الله. إن من أهم العوامل التي تمكن المبتعث من التأقلم السريع مع الوسط الجديد قدرته على دراسة هذا الوسط، وإسقاط أولوياته عليه، فمثلاً عند وصول المبتعث بداية إلى بلد البعثة من الطبيعي أن يقيم فترة قصيرة في فندق حتى يتدبر أمر سكنه، وفق ما خططه مسبقًا، كالسكن منفردًا أو مع عائلة، ويمكن تعميم هذا المثال على بقية الأولويات التي يحتاجها المبتعث حتى تستقر أموره نهائيًا بعد أن يكون قد استكمل جدول أولوياته بما يضمن تركيزه الكامل للدراسة والاستذكار. ختامًا: لا أحد سيكون حريصًا على نجاح المبتعث أكثر من المبتعث نفسه، وما السطور السابقة إلا إضاءة حول هذا الموضوع، وبالإمكان الاستزادة من مصادر شتى، فالتخطيط بحر كبير ونظريات عديدة، واستراتيجيات عمل متنوعة، إلا أنها جميعًا تصب في اتجاه هدف واحد وهو النجاح؛ لأنك إذا فشلت في التخطيط, فقد خططت للفشل. ومن أجمل ما قرأت حول موضوع التخطيط أنه في دراسة أعدتها جامعة هارفارد الأمريكية العام 1970م، سألوا فيها مائة طالب عن خططهم في المستقبل, وما إذا كانت لديهم خطط واضحة. فكانت النتيجة أن 3% فقط أجابوا بالتفصيل عن خططهم المستقبلية, والبقية لم يعرفوا ما الذي يريدون تحقيقه في مستقبل أيامهم.. بعد عشرين سنة, قامت الجامعة بالبحث عن المائة طالب, فوجدت أن الثلاثة بالمائة هؤلاء يملكون أكثر من 90% من ممتلكات المائة كلهم. إنه التخطيط الناجح الذي سيمكن المبتعث من التخطيط ليس فقط لمرحلة الابتعاث بل للمراحل القادمة في مستقبله بإذن الله، والتي نتمنى للجميع أن تكون أكثر تميزًا وعطاءً وتطورًا. دمتم بود. للتواصل: تويتر:    @alialshehri1 المدونة:  maqalatmbt3th.wordpress.com