لاقى بيان "العشائر السورية" الذي أعلن الاستعداد لإرسال آلاف الشبان إلى الأردن للتدريب الكثير من التساؤلات والانتقادات بشأن الغايات والأهداف والقدرة على التنفيذ. وجاء البيان استجابة لتصريحات الملك الأردني عبد الله الثاني في 14 يونيو/حزيران الجاري، التي أكد فيها أن من واجب بلاده دعم عشائر شرقي سوريا وغربي العراق. وأكد الشيخ نواف البشير شيخ قبيلة البكارة وأحد الموقعين على البيان أن "التجاوب مع تصريحات الملك عبد الله وشكره على مبادرته من أهم أهداف بيان العشائر السورية". وأشار -في حديث للجزيرة نت- إلى أن المبادرة ممكنة التطبيق، خاصة مع وجود آلاف الشباب بتركيا وسوريا الذين يتوقون لتحرير بلدهم. ورأى أن الدعوة جاءت بعد سقوط تدمر، ووصول تنظيم الدولة الإسلامية إلى أبواب دمشق، وقال "لقد بدا واضحا ضعف وتقهقر النظام على كل الجبهات، والجميع يشعر بقرب انهياره ومنهم الأردن، لكنهم لا يريدون وقوع سوريا بيد تنظيم الدولة". تجمع سابق لشيوخ عشائر سورية تدعم الثورة (الجزيرة) ضباط منشقون وأعلن شيخ قبيلة البكارة عن تجهيز قوائم لمجموعات تتكون الواحدة منها من نحو 200 مقاتل للبدء بالتدريب، ويتم التحضير لهذا المشروع منذ أشهر، وهو "عبارة عن عمل مؤسساتي يشرف عليه مجموعة ضباط سوريين منشقين، ويضم مقاتلين من أبناء العشائر أغلبهم في تركيا، وقسم منهم داخل سوريا". وعبّر معاذ الطلب -ناشط إعلامي وعضو مجلس دير الزور المحلي سابقا- عن شكه بقدرة شيوخ العشائر على تنفيذ تعهداتهم بشأن تجنيد مقاتلين، "لأن الوضع الآن يختلف كثيرا عما كان عليه سابقا، فكثيرون يرفضون تدرب أميركيين لهم، ولأن الأردن غير قادر ذلك منفردا، فسيواجه الأمر معوقات كثيرة". وشكك الطلب أيضا في غايات الدعوة الأردنية، قائلا إن "غاية الأردن حماية حدوده، وقد وجد في التحالف العشائري القريب منه الحل الأمثل". وشكك أحد الصحفيين الموالينللنظام السوري وطلب عدم الكشف عن اسمه بقدرة شيوخ العشائر على تجنيد مقاتلين، سواء الموالون للنظام والمعارضون له. وأضاف، "منذ أيام أطل شيوخ العشائر من دمشق وعبر الفضائية السورية يستنكرون دعوة ملك الأردن لتسليح أبناء العشائر، واليوم يطل علينا شيوخ آخرون لنفس العشائر يستنكرون البيان الأول لإخوتهم، وأبناء عمومتهم ويؤيدون دعوة الملك الأردني". وأكد الصحفيأن نجاح العشائر يكون حقيقة "عندما يقررون التلاقي والاتفاق، وعندها سيكتب لهم النجاح دون الحاجة لأحد". قرية تل مجدل في ريف الحسكة التي تعرضت للتجريف وتعرض سكانها للتهجير (الجزيرة) مؤتمر للعشائر الشيخ محمود الجبن أحد شيوخ قبيلة العقيدات وأحد الموقعين على البيان ذكر أن من أهداف هذه الخطوة "الرد على بيان الشيوخ الذين اجتمعوا بدمشق وأعلنوا رفضهم ما جاء على لسان الملك عبد الله، ووقوفهم إلى جانب النظام السوري وقواته". وبيّن الجبن -في حديث للجزيرة نت- أن "ما جرى ويجري في القرى العربية في الحسكة يؤكدالدور الكبير لشيوخ العشائر المؤيدين للنظام بشأنما يحصل من تهجير لأبناء عشائرهم". وفي رد على سؤال بشأن واقعية ما طرح في البيان، قال الجبن إنه يأمل أن يجد التطبيق على أرض الواقع، وإن "وفدا من شيوخ العشائر سيزور الأردن بعد عيد الفطر، مع احتمال عقد مؤتمر للعشائر في عمّان، لإعطاء الدور الحقيقي للعشائر السورية ولم شملها". وكان للناشط إبراهيم الحبش من الحسكة رأي آخر، فقد قال إن شيوخ العشائر ركزوا في بيانهم على ما يجري في الحسكة كونها "القضية الأبرز التي تهدد الجميع من خلال تشكيل جسم كردي محتل لأرض عربية". واتهم النظام الذي "يتغنى بالعروبة" بالصمت عما حصل في رأس العين بريف الحسكة وتل أبيض التابع لمحافظة الرقة وغيرها من مناطق سورية"، قائلا إن "قضية عروبة الحسكة قضية كل السوريين، وليس أهالي الحسكة وحدهم".