قد يبدو الأمر خياليا أن تشتري قطعة أرض خاصة يبلغ حجمها مساحة إنجلترا وبمبلغ 325 مليون دولار، لكن إذا عرف السبب بالتأكيد سيبطل العجب، ذلك أنها تعد أكبر قطعة أرض خاصة في العالم. وتقدر مساحة قطعة الأرض هذه بنحو 11 مليون هكتار، أو 101411 كيلومتر مربع، أي أن مساحتها تقترب من مساحة إنجلترا (أكثر من ثلاثة أرباع مساحة إنجلترا)، وتعادل مساحة ولاية إنديانا الأميركية، ولا يعيش عليها سوى 150 شخصاً. وتوجد قطعة الأرض هذه في منطقة نائية من أستراليا، وتعود مليكتها لأسرة السير سيدني كيدمان، التي يتوارثها أفرادها منذ خمسة أجيال، أي قرابة 100 عام. الغريب في الأمر أن كيدمان نفسه كان هارباً ومفلساً قبل أن يصبح أكبر راع للماشية في أستراليا، إلى حد أنه أطلق عليه لقب ملك الماشية. فقد هرب كيدمان من أسرته عام 1857 وعمره 13 عاماً، ومعه حصان أعور و5 شلنات فقط، وصار يشتغل هنا وهناك مقابل مبالغ ضئيلة يدخرها، ثم أصبح يشتري بعض الثيران ويبيعها إلى أن ورث نحو 400 جنيه استرليني، استفاد منها في شراء وبيع الثيران والخيول. واشترى كذلك بعض الأسهم في منجم، وظل ينمي ثروته إلى أن اشترى أول مزرعة ماشية عام 1885، ثم توالت الأمور إلى أن أصبح الملك المتوجة في عالم تربية المواشي في أستراليا، وتوفي عن 78 عاماً بعد أن حصل على لقب فارس نظير خدماته في تربية المواشي. ونظراً لأنها توجد في منطقة نائية من أسترالياً، فإن الإشراف عليها يستغرق أسبوعاً من التحليق بالطائرة، كما توجد عليها أكبر مزرعة للماشية على سطح الأرض. وخلال الشهور القليلة المقبلة، سيتم النظر في عروض الشراء المقدمة لكيدمان، حيث سيحصل عليها واحد من بين 30 شخصاص أو جهة تقدمت لشراء قطعة الأرض هذه. أما سكانها البالغ عددهم 150 فغالبيتهم من العاملين في مزرعة المواشي التي يطلق عليها اسم أنا كريك وتقدر مساحة المزرعة وحدها بحدود 24 ألف كيلومتر مربع.