كنا بخير وأمورنا تمام حتى بدأ ولي العهد وولي ولي العهد المحادثات الدولية لإعادة موازين القوة في المنطقة، حينها تكشفت لنا الكواليس عمن يستتر خلفها، ولتكشر لنا بعض الدول العديقة (غير الصديقة وغير المعلنة لعداوتها) عن أنيابها وتنفث حولنا سمومها. الهجمات الالكترونية والوثائق المسربة من وزارة الخارجية وفي هذا التوقيت بالذات هو هجوم مدفوع الثمن ورخيص للغاية، وإن ظن كائن من كان أنه بنشر هذه الوثائق بعد فبركتها بالفوتوشوب وطمس معالمها، واعادة اصدار اكثر من خطاب مختلف المضمون والديباجة وبرقم تسلسلي واحد، قد يتمكن من استغباء المواطن وتأليبه على الدولة فهو مخطئ. لا يخفى على أحد من خلال الاطلاع على التقارير المعلنة، أن نشر هذه الوثائق يتزامن مع حدثين أولهما أن الـ 19 من يونيو/حزيران وهو الذكرى الثالثة للجوء مؤسس موقع ويكيليكس إلى سفارة الإكوادور في لندن، طلبا للحماية بعد ملاحقته من قبل القضاء الأمريكي، وثانيهما أن شركة غوغل كشفت أنها أرغمت على تسليم المزيد من المعلومات إلى الولايات المتحدة من أجل المساعدة في محاكمة موظفي ويكيليكس بتهم التجسس ونشر برقيات دبلوماسية للولايات المتحدة، وأضيف لكم الحدث الثالث الذي ينبغي ربطه بتزامن نشر ويكيليكس لـ70 ألف وثيقة يمثل 12 % من أصل أكثر من 600 ألف وثيقة مسربة من الخارجية السعودية مع تعليق (غير متأكدة من صحتها)، بتوقيع المملكة ست اتفاقيات إستراتيجية مع روسيا، أبرزها اتفاقية تعاون في مجال الطاقة النووية، وتفعيل اللجنة المشتركة للتعاون العسكري والتعاون في مجال الفضاء. أمر سيقض مضجع وميزانية الكثير من الدول الكبرى والصغرى، لكنه سيضمن لنا كشعب سعودي الاستقرار والرفاه والاستخدام الأمثل لمواردنا الحالية في استقرار أجيالنا المستقبلية. الهجمة الالكترونية هي جزء من حرب إعلامية مساندة للحروب المعلنة والمضمرة التي يقودها الآخرون ضد أمن وسيادة هذا البلد الحرام. ولنكن محايدين فلا ينبغي أيضاً إنكار فداحة التقصير الذي وقع، والاكتفاء بالعبارة المعتادة التي لم تعد مقنعة للمواطن بأن العمل لا يزال قائمًا لاستكمال التحقيقات بالتنسيق مع الأجهزة المختصة بالدولة باعتبار وجود جهات أخرى تسمم مصداقية كل ما يجري حولنا. كما أن شهادة رئيس الإدارة الإعلامية بوزارة الخارجية بأن الأنظمة التقنية المعمول بها في وزارة الخارجية تطبق أعلى معايير ومستويات التقنيات المعمول بها عالميًا، ولذلك فإن الهجوم الالكتروني المنظم لم يتمكن من اختراق معظم الوثائق المصنفة بالحماية العالية التي تقدر بالملايين هي موضع تساؤل أمام سرية وضخامة أعداد الوثائق المسربة. أمر ينبغي الحرص منه وتوعية المواطنين بشروره هو إعادة نشر هذه الوثائق وعقوبات الجرائم المعلوماتية والملاحقات القانونية داخلياً وخارجياً، وتدارك تأثير ما يمكن نشره على ضعاف النفوس والعقول من أبناء هذا الوطن. وكل ويكليكس ونحن أكثر وعياً وحباً ووحدة.