×
محافظة المنطقة الشرقية

قاتل شقيقته بجدة يمثل جريمته ويكشف عن المزيد من تفاصيلها وملابساتها

صورة الخبر

الحروب بصفة عامة من أعظم وأصعب الدروس التي تمر بها الدول والمجتمعات، لذا تستلهم منها الدول دروساً عديدة، وطبيعي أن تختلف تجارب الدول فيها، فبعض تلك الدول بطبيعتها حربية، تمتلك ترسانة ضخمة من الأسلحة المتقدمة، وعدداً مهولاً من العدة والعتاد، لأنها اعتادت أن تدق طبول الحرب، قرب الحدث منها أو بعد، وليس من الغريب على إثر ذلك أن تكون لها سيادة شبه مطلقة في أكثر من قارة، وفي أكثر من قطر، يقع تحت إطار حلفها. - وطبيعي أن تكون الحروب غير محبوبة ولا مرغوبة، بل إن كرهها قضية فطرية، لما فيها من مشقات ومتاعب وأذى لكلا أطراف النزاع، لكن الدول تخوضها، لتدرأ عن الشعوب ما هو أكثر ضرراً من القتال نفسه، ولنتأمل كيف بسط القرآن الكريم هذا الموضوع بأبلغ تعبير {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ}، بهذا يكون إيماننا، ونحن نتعاطى مع الأحداث. - على مدى ربع قرن مرت المملكة العربية السعودية بتجربتين في الحروب، وكلاهما نصرة لحق، أو دفاع عن الشرعية، أو درء لخطر محدق بالبلاد. وجميعها من المبررات القوية على اتخاذ مثل ذلك القرار الذي فيه استعادة للحق والهيبة، ونصرةً للمظلوم، ودحراً للاعتداء. - أولى تلك الحروب كانت تحت تحالف دولي ضخم ضم أكثر من (60) دولة قادته أمريكا ضد الاحتلال العراقي للكويت، ومن خلال ذلك العدوان البشع على دولة الكويت، وما خلفه من آثار دخل العالم العربي - على حد وصف الملك الرحل (فهد بن عبد العزيز) رحمه الله - في نفق مظلم لا يعلم منتهاه إلا الله. أما ثاني تلك الحروب فهو تحالف عربي عربي، قاده المملكة العربية السعودية بكل ثقة في سبيل إعادة الحكومة الشرعية لليمن ضد القوى المتمردة من الحوثيين وغيرهم، ومن يقف خلفهم من القوى الأخرى. - حرب الكويت كانت مفاجأة لنا وللعالم أجمع، ربما حتى السياسيين لم يكن يتوقع أحد، ربما منهم أن يتطور الخلاف الحدودي البسيط إلى حرب سقط معها كيان كبير، ومع ذلك فقد كان لحكمة قيادتنا وحنكتها، وحزمها وعزمها دور كبير في استعادة أرض الكويت وحكومتها الشرعية في فترة وجيزة، ومن المؤكد أن المملكة العربية السعودية، وهي من الدول التي تمحور حولها الحدث آنذاك، وبعد أن عادت الأمور إلى الاستقرار التفتت بشكل كبير إلى إعادة تأهيل وتدريب وتسليح وتطوير الآلة العسكرية من جميع الجوانب، ومستفيدة من تلك الأزمة، وما صاحبها من تحديات داخلية وخارجية، وبطبيعة الحال أكمل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز -رحمه الله- مسيرة تحديث الآلة العسكرية حتى وصلت إلى ما وصلت إليه من استعدادات قوية اكتشفها العالم وأشاد بها، ونحن نتعامل بكل عزيمة وإصرار وثقة بنصر الله مع أشقائنا في اليمن. - في حرب اليمن، وفي خضم محاولة الحشد الدولي لها من الطبيعي أن تكتشف قيادة هذه البلاد ما تستدعيه المرحلة المستقبلية لبلادنا على وجه الخصوص، وللوطن العربي بشكل عام، أدركنا بما لا يدع مجالاً للشك أن الرهان الحقيقي في أي موقف إنما يعتمد في الدرجة الأولى على ما يمتلكه أبناء هذا البلد من سواعد وقدرات وإمكانات أبنائه، فعلى المنتج الوطني أيّاً كان هو ما يمكن الاعتماد عليه، وأي روافد أخرى أو تجارب من الخارج هي ضرورية بلا شك، لكن لا يمكن أن نكون أسرى لها حينما نريد أن نتخذ قراراً حاسماً وسريعاً، يحمي مقدرات ومدخرات الوطن، ويحفظ حدوده من أي انتهاك يهدده.