أكدت وزارة الخارجية ان العمل مستمر، بالتنسيق مع الاجهزة المختصة، لاستكمال التحقيقات في الهجمة الالكترونية التي تعرضت لها الوزارة في شعبان الماضي، وانها ستلاحق، قانونيا، جميع الجهات التي وقفت خلف هذا الاختراق. وقضايا الاختراق والهجمات الالكترونية تكررت في الفترة الاخيرة، بشكل ملفت، ولم تعد قاصرة على جهات ضعيفة الحماية بل استهدفت منشآت وشركات كبرى ووزارات مهمة لديها إمكانيات ضخمة لمواجهة هذا النوع من القرصنة، وأكبر مثال على تلك الهجمات ما تعرضت له شركة ارامكو، بكل قدراتها التقنية المتطورة، ووزارة الخارجية التي ما تزال تحقق في ما تعرضت له. ومن المعروف أن الهجمات والقرصنة الالكترونية ليست قاصرة على افراد من الهواة يتسلون ويختبرون قدراتهم ومهاراتهم، بل هناك حرب الكترونية منظمة تخوضها دول وهيئات ووكالات استخبارات وتجسس، وكلها تعمل لمعرفة ما لدى الآخرين، سواء كانوا اصدقاء او اعداء. ولم يعد التجسس وقفا على أسرار الدول بل اصبح التجسس التجاري أكثر اهمية في بعض الاحيان، ولهذا اصبحت الحماية ومتطلباتها جزءا اساسيا في بناء الحكومة الالكترونية، وترصد لها الميزانيات الضخمة وتجند لها العقول الفذة وتستثمر فيها الاموال الفائضة. ولأن الحماية لا تكون إلا من المخلصين الحريصين على الوطن ومكتسباته واسراره، كان من المهم الاستثمار في العنصر البشري الوطني ليكون قادرا على توفير هذه الحماية بمعارفه وإخلاصه ووطنيته، ولهذا على المنشآت والشركات الكبرى الاهتمام بتعليم وتدريب جيل من خبراء التكنولوجيا الوطنيين القادرين على النهوض بهذا الواجب المهم والخطير. عكاظ