×
محافظة المنطقة الشرقية

«أرامكو» السعودية قد تغلق مصفاة جدة في بضع سنين

صورة الخبر

عدت بالذاكرة لسنوات ونبشت موضوعات وتعليقات خاصة تتعلق بنبش الدراما وتحديداً النجم ناصر القصبي ومعه سابقاً عبدالله السدحان، لقضايا اجتماعية مهمة وحساسة، لم يتغير الوضع منذ أكثر من عاماً وحتى هذه الأيام ونحن نتابع ردود الفعل لما يقدمه القصبي ورفاقه في "سيلفي"! نحن بالفعل مجتمع فقير بالرأي والتفاعل، ولا نفرق ما بين نقد درامي وما بين معرفتنا بكل أمر حتى لو كان تفاصيل صناعة قنبلة نووية، أو رأينا بأحقية الكرت الأحمر الذي حصل عليه النجم البرازيلي نيمار مؤخراً، الكل عندنا لديه هواية الرأي والرأي غير القابل للنقاش، ثقافة التخصص أو احترام الآراء تكاد تكون معدومة للأسف. هذا الأمر شكل لنا موجة من الاضطراب الفكري، جعلت تجسيد واقع حقيقي نعيشه درامياً جريمة، وصلت للقذف والتهديد، وللمعلومية ناصر القصبي ومنذ أجزاء طاش الأولى لم يتغير بمناقشة السلبيات بمجتمعنا، قدمها على التلفزيون السعودي وقدمها فيما بعد على قناة ال MBC، ولكن المجتمع لدينا ينسى بسهولة، ويتعامل مع الأمور حسب ما يريد وليس بواقعية مثالية! أنا هنا أتناول تجربة عايشتها من سنوات، ما يحدث من حراك حالياً ومتطور بفضل وسائل التواصل الاجتماعي لا يمثل لي وبعض زملائي أمراً جديداً، فقط الجديد بالموضوع أنك تلاحظ محاولة البعض ليكون نخبوياً وصاحب فكر ويجذب بعض الفئات لصالح آرائه، تجده من أول عشر دقائق يتحدث عن القيمة الفكرية عند يوسف معاطي وهو يشاهد مسلسل "أستاذ ورئيس قسم" للنجم عادل إمام ويقارنه بالمضمون الفكري الضعيف في الأعمال السعودية وتحديداً عند القصبي! في السعودية من السهل أن تكتب كوميديا سوداء، صور الواقع الذي تعيشه ومع بهارات بسيطة ونجم كالقصبي، ستجد أنك أمام نص رائع، وهذا طبعاً لا ينتقص حرفية الزميل خلف الحربي وزملائه، ولكن السؤال هل هذا الأمر درامياً يعتبر جيداً في مجتمع محتقن نوعاً ما واعتاد أفراده تقسيم بعضهم حسب ميولهم، كتعصبهم للأندية التي يشجعونها؟ الفقر الدرامي في السعودية خلق لنا هذه الحالة من التقبل بحماس وبعدم التقبل بهمجية وتهديد وقذف، كل عام لا نتحدث إلا عن عدد من الساعات الدرامية قليل ونتوقع أن الدراما مهمة لحل بعض القضايا الاجتماعية، ويحدث العكس أحياناً، من المخزي أن نتابع ما يحدث حولنا نتيجة لثلاث حلقات من عمل درامي لا تتجاوز مدته ساعة ونصف، أنا هنا لن أتحدث عن مضمون ما تم تقديمه، أو القيمة في هذا الأمر، لسبب مهم أن الرأي حول ما يقدم درامياً على المستوى المحلي لا يتعدى الفترة الزمنية التي يناقشها هذا العمل، وبعد ذلك الحياة تعود بطبيعتها، ونبحث عن مواضيع نتناقش بها جديدة. فكرة أن يتقبل المجتمع عملاً درامياً يناقش قضايا واقعية أو حتى مبالغاً فيها، أمر مازال بمنتهى الصعوبة، لأن الفقر في الرأي الذي نعيشه هو السبب، المجتمع يريد أعمالاً تخدره وليست أعمالاً تظهر الواقع على حقيقته، لأن الصوت القوي والذي أخافته جرأة القصبي المعتادة لا يريد الدراما أو الفساد كما يطلق عليها!