×
محافظة المنطقة الشرقية

«الاقتصاد» تحذر من عدم وضع الأسعار باللغة العربية

صورة الخبر

قال الموجه في اليوغا سيدعدنان الموسوي، إن الجسم الإنساني يعتبر الكنز الأكبر للقوى الربانية وهو الذات الحقيقية (الاتما) التي هي مصدر الخلاص الإنساني (موكشا) والتي يمكن تحقيقها من خلال الجسد، وكل الإنجازات البشرية المدهشة في عصرنا الحاضر، ليست سوى تحصيل مباشر وموروث للقوى الجسدية والعقلية. وأضاف أن «الجسد الإنساني يشبه إلى حد ما الآلة، فإذا ما أُحسن استخدامها يمكنها بالتأكيد أن تعيش لفترة طويلة. أما الذين يجهلون قدرات الإنسان العقلية والجسدية والروحية فلن يعرفوا الطريق إلى السلام الداخلي. فالجسد السليم يمكّن الفرد من الأداء والعمل بكفاءة عالية من دون تبدد في الطاقة. والجسم السليم وحده الذي يمتلك العقل السليم، وكل النجاحات الشخصية والاجتماعية والوطنية هي حصيلة مباشرة للحال الجسمية والعقلية السليمة للفرد، والحياة الصحية تعكس نفسها من خلال الديناميكية الناجحة والروح المفعمة بالنشاط و بالطاقة». وتابع «في عصرنا الحاضر، وبكل أسف، وصلت الحال الصحية للإنسان إلى أدنى مستوياتها إذ أصبح الجسد الإنساني مفرخة للأمراض كافة، إضافة إلى أن أمراض الإجهاد البدني وعدم الاستقرار العقلي أصبحت ظاهرة عادية. كذلك تنامي الضعف الجسدي والعقلي بطريقة تنذر بخطر جسيم. فالاستهلاك المتزايد والمفرط للعقاقير الطبية والأدوية لمكافحة الأمراض المختلفة ساهم في جر الإنسان نحو الفاقة والموت». وقال الموسوي: «على رغم وضوح وجلاء الصورة أمامنا يوماً عن يوم، مازال الإنسان حبيس الملاذات (جمع ملاذ) غير الطبيعية سعياً إلى الوصول إلى صحة أفضل من دون أن يسعى إلى الاستفادة من (الكنز الأكبر للقوى الربانية) أو ما يسمى بعلم الادخار الحياتي في علم اليوغا، وبدلاً من أن ينهل من هذا العلم العظيم لرفع مستواه الصحي مازال الإنسان - للأسف - مشدوداً لكل الملاذات غير الطبيعية التي اعتاد عليها مثل العقاقير المختلفة». الإنسان والملاذات وعن السؤال الذي يطرح نفسه: ما الذي حققه الإنسان من خلال اتكاله على هذه الملاذات؟، ذكر الموسوي «لقد أصلح جانباً معيناً في حياته الصحية، ولكن ذلك كان على حساب مناعته الطبيعية التي أصبحت في أدنى مستوياتها، وكلما حاول الإنسان أن يرفع من حالته الصحية المتردية عن طريق التوسع في اللجوء إلى الوسائل غير الطبيعية تفاقمت مشكلاته الصحية وأصبحت معاناته المستقبلية أكبر. فكأنما أصبحت الحال الصحية تتجه إلى طريق مبهم». وأضاف «من المفارقات الظاهرة في وقتنا الحالي أن يكون الإنسان محاطاً بالثراء المادي ولكنه مازال يفتقد السعادة الحقيقية. ولذلك تراه يندب حظه المائل و «قدره» بالتعبير الشعبي. وللخروج من هذا البؤس يسعى البعض إلى التوسع في استخدام الملاذات الأخرى والأدوية التي تعالج الاعتراض، ولكن يتضح له بعد حين أن بعض هذه العلاجات المؤقتة تصلح جانباً وتهدم جانباً آخر، أما إذا عرفنا استخدام قوانا الداخلية وتمريراتها باتباع مناهج اليوغا العلاجية، فمن الممكن جداً أن نضبط قوانا الداخلية ونوجهها للوصول إلى الصحة». وتابع «لكن لكي نضبط هذه القوى علينا في المقام الأول أن نضبط أنفسنا، ولا يتم ذلك إلا بعد أن نضبط حواسنا وننظم عاداتنا الاجتماعية، فمن الأمور المألوفة في يومنا الحاضر أن يعمل الإنسان ساعات طويلة ومتواصلة من دون أن تتخللها أوقات منظمة للراحة، إضافة إلى أن عاداتنا الغذائية أصبحت سيئة، فالبعض مثلاً لا يتناول وجبة الإفطار في حين يتناول البعض وجبة العشاء في وقت متأخر جداً، ولا يذهب إلى الفراش إلا بعد أن ينقضي ثلثا الليل». واختتم «نحن لسنا هنا للحديث عن العادات السيئة كالتدخين ومعاقرة الخمر أو المخدرات التي حملت الجسد الإنساني أخطاراً لا مبرر لها سوى إشباع بعض الشهوات الرخيصة. لقد وصلنا اليوم إلى حال أصبح فيها السلام الداخلي والسعادة على المستويين الفردي والاجتماعي عملياً شبه مفقودين، والحل هو العودة إلى مناهج ووسائل الاستشفاء الطبيعي باليوغا، لقد كان الناس حتى في أحلك الظروف المعيشية في الخمسينيات من القرن الماضي أكثر صحة وسعادة لقربهم من الطبيعة والتزامهم بقوانينها البسيطة في الأكل والنوم والراحة والعمل وكثيراً من القناعة، وهذا مصداق للقول المشهور (إن الطبيعة الإنسانية صارمة لا تعرف المحاباة، فإما أن تنصاع إليها راغباً ملتزماً وإلا ستعاني)».