لأن الأندية الرياضية أدخلت عصر الاحتراف دون تهيئة لمتطلبات هذا العصر، فقد أصبح لزاما على كل نادٍ توفير عشرات الملايين من الريالات لعقود اللاعبين الذين سوف يحترفون لديه سواء كانوا من أبناء النادي الذين ترعرعوا فيه حتى شبوا عن الطوق ولفتوا الأنظار أم كانوا من لاعبي الأندية الأخرى أم من اللاعبين الأجانب الذين تتعاقد الأندية معهم لدعم صفوف فريقها الأول لاسيما في مجال كرة القدم، وحيث إن المعونة السنوية المقدمة لكل نادٍ من أندية الدوري «الممتاز» قد لا تكفي لشراء لاعب واحد كما أن دخل المباريات لا يكفي للمصاريف الإدارية والفنية الشهـرية، فقد أصبحت الأندية تعتمد في تسعين في المائة من حاجتها على المتبرعين الداعمين لإداراتها وهؤلاء المتبرعون قد يتحلقون حول ناديهم إذا ما حقق البطولة بل البطولات وينفضون من حوله إذا ما تراجع مستواه حتى لو أصبح من الخمسة الأوائل فكيف إذا ما أصبح في ذيل القائمة، وعندها يجد ذلك النادي أنه مضطر لبيع أفضل لاعبيه لمقابلة مصاريفه الشهـرية والوفاء بعقود من اشتراهم من اللاعبين حتى نهاية فترة تلك العقود، فيصبح الفريق بلا نجوم ويمسي كأنه فقاسة للأندية التي لديها متبرعون وميزانيات جيدة وكلما صعد نجم لاعب من لاعبي أندية المؤخرة تم بيعه على نادٍ كبير لفك الضائقة المالية لناديه فتظل أندية المقدمة في المقدمة بما لديها من إمكانيات مالية وتظل أندية المؤخرة في مكانها لاضطرارها لبيع نجومها الصاعدين بعد تحولها إلى فقاسة ويزداد أمرها سوءا عندما تعتمد في التعويض على المتردية والنطيحة من رجيع الأندية الكبيرة بناء على سمعة سابقة لهذا اللاعب أو ذاك بحجة أنه تم بيع لاعب واحد واشترى بثمنه ثلاثة لاعبين كان لهم حضور ذات يوم مع أنه ينطبق عليهم المثل القائل الشعبي القائل «لو كان فيهم خير ما رماهم الطير». وتبلغ المأساة ذروتها عندما يصاحب بيع لاعب ما من أندية المؤخرة على نادٍ من أندية المقدمة تلاعب في العقد وشيء من فوق الطاولة وشيء من تحت الطاولة ولذلك كله لم ينجح نظام الاحتراف وبدل أن كان المنتخب في عصر الهواية يحقق بطولات إقليمية ويشارك في كأس العالم نصبت له سرادقات العزاء بعد كل إخفاق؟!.