×
محافظة المنطقة الشرقية

صنداي بيبول: يونايتد على وشك ضم شفانشتايجر

صورة الخبر

يتحلى كثيرون منا بتفكير حر وشجاعة وحب التميز وعدم رغبة في أن يكونوا جزءا من القطيع، والبعض يأخذ السباحة ضد التيار نهجا في حياته، وغالبا ما يحصل على اهتمام الناس، ولكن التيار يكون عادة أقوى من رغبته الجامحة بالتميز، وفيما يحاول استثمار كل قوته لإحراز تقدم ما يجد نفسه ينجرف للخلف ولو ببطء إلى أن تأتي تلك اللحظة التي يشهر فيها استسلامه وتنفض الناس من حوله. هناك الكثير مما يمكن قوله عن استراتيجية السباحة مع التيار، من ذلك أنه من الغباء أن تسبح عكس التيار عندما يكون أمامك خيارات أفضل. الأسماك تعرف أكثر منا نحن البشر عن السباحة، لذا يمكن أن نأخذ درساً من حقيقة أن معظم أنواع الأسماك تسبح مع التيارات، وتواكب حركات المد والجزر، وليس عكسها، كما ان فنون الدفاع عن النفس تعلمنا كيفية تجيير قوة الخصم لصالحنا، وبالمثل، عندما نسبح مع التيار فإننا نضيف قوته إلى قوتنا، لا أن نبقى نتصارع إلى ما لا نهاية دون إحراز أي تقدم يذكر. السباحة مع التيار يجب أن تكون الخيار الأول، وليس العكس، كما ان المعارضة لمجرد المعارضة تصرف أحمق، وفي كثير من الأحيان تقف الناس ضد النظام لأنهم ببساطة لا يفهمون كيف يعمل هذا النظام، فهل يعتقدون أنهم بتصرفهم هذا سيحصول على ما يريدون؟ وهل يجدي تصرفهم هذا نفعا؟ عندما تساير في سباحتك حركات المد والجزر، فإن جسمك يؤثر على تيارات المياه من حولك، وهذا عمليا يعني أن السباحة مع التيار لا تعني عدم التأثير في مجريات الأحداث من حولك، فنحن نطور بيئتنا عندما نملك مهارات تعديل الأشياء من حولنا، وعندما نشجِّع المسؤولين ليكونوا أكثر استجابة، ونعمل مع الجوار لتطوير البيئة المحلية، وبناء بيئة ودية وأكثر اجتماعية في مكان العمل. وعندما تسبح مع التيار تتعلم فهم التيارات المحيطة بك، ويصبح بإمكانك السعي إلى تحويل أو توجيه هذه التيارات على أساس معرفتك السليمة بها، وربما تبدو محاولاتك الأولى بائسة، وصوتك بدون قيمة، لكن رويدا رويدا ستشعر أن النقد البناء الذي تقوم به يحظى باهتمام وتقدير أصحاب القرار الذين تسبح جنبا إلى جنب معهم، خاصة وأن هذا النقد يقوم على فرضية أن الجميع جزء من نفس التيار، ويسبحون في ذات الاتجاه، ويتقاسمون نفس الأهداف. يحدث هذا في وقت يطالب فيه السبَّاحون المتطرفون المطالبون بالتغير الجذري المجتمع نحو الأسوء، إذا كنت لا تصدقني، اذهب واسأل شخصا يعيش في ليبيا أو مصر أو سوريا أو اليمن. دعوني أسمي فكرتي عن السباحة مع التيار نهجا إصلاحيا تدريجيا، رغم أنه مع الأسف، الجميع يعلم أن الإصلاح هو عملية بطيئة وربما تكون مملة، ليس فيها ما يصنع عناوين الصحف، أو احداث عاصفة يمكن أن تنسج سيناريوهات أفلام هوليوود، بل إن معظم الناس لا يشعرون بمسيرة الإصلاح. ولكن المهم جدا في عملية الإصلاح هو أنها تحدث في إطار التقاليد السياسية والاجتماعية القائمة، وهي بطبيعة الحال لا تحقق شغف أولئك الذين ربما يقولون نحن لا نحب النموذج السياسي البحريني، دعونا نطبِّق النموذج السياسي الكوبي، رغم أن بعضهم مع الاسف لديهم ميل لتطبيق النموذج السياسي الإيراني!. هناك الكثير لنتعلمه من الطريقة التي تسير بها الأمور في أماكن أخرى، ولكن التخلي فجأة عن كل شيء جيد، عن التقاليد السياسية والاجتماعية الخاصة بأمتنا هو تصرف أحمق يجلب لنا كارثة، لذلك نؤكد أن النهج الإصلاحي في السباحة مع التيار هو الطريقة الوحيدة التي يمكننا من خلالها تحقيق التقدم لمجتمعنا وتجنب الهزات العنيفة والمخاطر التي تحملها التغييرات السريعة العنيفة. عكس ذلك يحدث مع الطغاة الشعبويين أمثال فيدل كاسترو أو هوغو تشافيز، الذين يستيقظ أحدهم في صباح يوم ما ويقرر تأميم الاقتصاد بأكمله في تصرف غير محسوب النتائج ويحمل الإثارة وجذب المؤيديين الغوغائيين أكثر بكثير مما يحمل من السياسة والتخطيط، وهذه طريقة لا تصلح لإدارة بلد ما أو شركة أو حتى أسرة. إن نهج السباحة عكس التيار والنظر لجميع من هم في السلطة أو أصحاب القرار على أنهم أعداء هو أمر نما مع معظمنا في سن المراهقة، لكن عندما كبرنا أدركنا تماما أن أؤلئك الناس سواء كانوا من الموظفين أو المعلمين أو المحامين أو الأطباء هم أشخاص بحرينيون مثلنا تماما، والسباحة ضد التيار هنا تضعنا في حالة حرب مع أنفسنا، فهل من المستغرب أن هذه الحرب لا يمكننا الفوز بها؟ السباحة مع التيار تبدأ مع افتراض أن معظم الناس في المجتمع من حولنا هم بشر عاديون يريدون نفس الأشياء التي نريدها، إنهم يريدون مستقبلا أفضل لعائلاتهم، ومستوى معيشي لائق، إنهم يريدون السلام والاستقرار وفرص العمل والصحة الجيدة. ونحن لا نحرز تقدما إلا عندما نعترف أننا جميعا جزء من المجتمع نفسه تجمعنا مصالح وأهداف مشتركة، ولا ينبغي أن نستغرب حينها أن التيار الذي كنا نقاتل ضده يريد التطوير والتحسين ويريد الاستفادة من قوتنا مجتمعة تحقيقا للخير والازدهار الذي ننشده جميعا. *الرئيس التنفيذي لمجموعة بروموسيفن