أصرت عائلة خليجية على سفر ابنها إلى دولة أجنبية ليكمل تعليمه الجامعي، لكن أهداف العائلة باءت بالفشل، فولدها عاد مدمناً لأدوية نفسية مخدرة. تفاصيل القصة المأساوية روتها الأخصائية الاجتماعية أمل عبدالرحمن الفقاعي، رئيسة شعبة التواصل الاجتماعي في الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، للتأكيد على أهمية متابعة الأهالي لأبنائهم المسافرين للدراسة في الخارج والتواصل معهم، خاصة أننا على مشارف انتهاء امتحانات الثانوية العامة، وهناك طلاب يفكرون في أن يكملوا دراستهم في الخارج. وحيد لوالديه الطالب شاب وحيد لوالديه مع 3 شقيقات، وعندما أنهى الثانوية العامة بتفوق، رغب والداه في أن يتبوأ مناصب عليا، وأن يدرس في الخارج كاستثمار في المستقبل، ولكن قبل سفره بأيام وقعت مأساة أصابت العائلة، فوالده تعرض لحادث سير وأصبح شبه عاجر. والدة الطالب أصرت، رغم الظروف الطارئة للعائلة، على أن يدرس ابنها خارج الدولة، فمن وجهة نظرها هو الأمل القادم لدعم مستقبلهم، وهو الذي سيمد يعد العون لهم بعد عجر والده. أمام الإصرار، سافر الطالب إلى دولة أجنبية، وبدأ رحلته الدراسية بشكل طبيعي، لكن بعد مدة وجيزة اصطدم بواقع جديد، فزملاؤه تفكيرهم يسيطر عليه السهر وتعاطي المشروبات الكحولية ومصادقة الفتيات، فكان أمامه خياران، إما أن ينجرف مع تيار جيله أو يبتعد. وضع عائلة الطالب وتفكيره المستمر في مساعدتهم، دفعه إلى الابتعاد عن زملائه بهدف التركيز في دراسته والعودة إلى الوطن في أسرع وقت، وبدأ يبتعد تدريجياً عنهم، وكذلك كانوا يفعلون فهو بالنسبة إليهم بات منطوياً على نفسه. اهتم الطالب كثيراً بدراسته، وبدأت حياته الاجتماعية تتجه نحو الانعزال دون أن يشعر، وتتحول شيئاً فشيئاً إلى الوحدة، ثم الاكتئاب الممزوج بحالات من التوتر الشديد، وهنا جاءت النصيحة السيئة. أحد الأشخاص أشار عليه بمراجعة طبيب نفسي ليعطيه أدوية تخرجه من الوحدة والتوتر والاكتئاب. توجه الطالب إلى طبيب نفسي، وبدأ يأخذ أدوية نفسية مخدرة تساعده على النوم، وتهدئ حالة التوتر المستمر لديه، وللأسف مع مرور السنين أصبحت هذه الأدوية إدماناً، لا يستطيع الاستغناء عنها. العودة للدولة عاد الطالب في زيارة لعائلته، وأبدى رغبته الشديدة في عدم العودة إلى الدولة الأجنبية لإكمال دراسته، دون أن يخبرهم بتفاصيل ما يتعاطى جراء معاناته من الوحدة، لكن والدته كانت مصرة على أن يعود لإكمال دراسته، فصعد إلى الطائرة مجبراً. قضى الطالب مدة أخرى في الدولة الأجنبية في الظروف ذاتها، وزادت حالته النفسية سوءاً أكثر وأكثر، وزادت معها جرعات الأدوية النفسية المخدرة، وأضاف إليها أيضاً الحبوب المخدرة ليسقط في عالم المدمنين. حادث سير عاد الطالب إلى الدولة في إجازته الثانية، وشعرت عائلته أنه يعاني خطباً ما، وأنه ليس الابن الودود الذي اعتادت عليه، وأنه دائم التوتر والانغلاق على نفسه. خرج الطالب في أحد الأيام بسيارة العائلة، فتعرض لحادث سير أدى لدخوله في غيبوبة، وأظهرت الفحوص الطبية أن جسمه يحتوي على مركبات أدوية نفسية مخدرة وحبوب مخدرة، فأيقنت العائلة سبب توتره المستمر وعدم رغبته في السفر مجدداً، لكن بعد فوات الأوان. شعبة التواصل لجأت والدة الطالب إلى شعبة التواصل الاجتماعي في الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، فقدمت لها المشورات وساعدتها على إدخال ابنها في مصحة علاجية لمدة معينة، لكنه كان أسير الأدوية النفسية وحاول جاهداً التخلص من تأثيرها. تسبب الطالب الذي كان هادئاً في حياته ومقبلاً على الحياة بالعديد من المشاكل لعائلته بعد استقراره في الدولة، فكان يستخدم العنف عندما يشعر أنه بحاجة إلى الأدوية المخدرة والحبوب المخدرة. اليوم وبعد معاناة شديدة وعلاج مستمر، عاد الطالب إلى مقاعد الدراسة في داخل الدولة لكن بعد ما فاته من سنين، وهو يحاول جاهداً إنهاء دراسته من أجل مساعدة والدته ووالده. التقارب مع الأبناء تؤكد أمل الفقاعي، أهمية تقارب الآباء مع الأبناء حتى لو كانوا في الغربة، وبينت أن شعبة وقسم الرعاية الاجتماعية في الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، يقدمان الدعم لعائلات المتعاطين بهدف منع عودتهم للمخدرات.