كثيرًا ما نرى أن سعر السهم المدرج حديثًا في سوق الأسهم السعودي يرتفع لعدة نسب متتالية، ثم يصل للتوازن ويبدأ في التراجع حتى يصل في بعض الأحيان إلى أقل من سعر الإدراج في السوق، وبعد فترة. ما الذي يدفع إلى ارتفاع السعر ثم الهبوط بهذه الدرجة في السوق؟ هناك عدة أسباب يمكن أن نرد بها اتجاهات السوق ارتفاعًا ثم انخفاضًا، أولها هو نمط عايشه السوق واهتم كثير من المكتتبين بالاستفادة منه وتحقيق ربحية، وهو ما يقوم به السواد الأعظم من المكتتبين حتى أصبح حقيقة نراها بالرغم من الإجراءات التي طبقتها هيئة السوق لإعطاء السوق والمتداولين فرصة للتفكير وبناء القرار على أسس صحيحة، وهو أمر إلى الآن لم يهتم به أحد أو يدركه، خاصة في ظل ضعف التخصيص وتغطية الاكتتابات عدة مرات (الوضع الذي يعكس تعطش السوق للاستثمارات ورغبة المتداولين في طرح مزيد من الفرص). ولعل اعتقاد الأفراد -وخاصة المخصص لهم- وحجم الربح المحقق مغرٍ للكثيرين بالانسياق وراء الفرصة وتحقيق الاستفادة القصوى منها. والعامل الثاني هو وجود دلالات علي دخول مضاربين يستهدفون رفع سعر السهم إلى أقصى مستوى، ويرغب المستثمر الفرد بالتالي الاستفادة من هذه الفرصة دون أن يتم تعليقه من طرف المضارب، وله دلالات وهي سرعة ومعدل التدوير في أوائل أيام التداول التي تعتبر من عوامل الجذب، وحجم الأموال المخصصة وهو عامل يفتح شهية المتداول ويدفعه للدخول رغبة في تحقيق ربح سريع على حساب الغير، وهو سلوك للأسف شبه عام، ونوع من الشطارة لكثير من المتداولين الذين لن يلبثوا أن يكتووا بنار هذا السلوك، ويبدأوا الشكوى والتشكِّي. ولعل السبب الثالث والأكثر منطقية لاتجاه البعض للاستحواذ على السهم ربما رغبة البعض في أخذ مركز قوى في السهم، وذلك من خلال التجميع والشراء، حتى يصل لحجم معين أو حصة محددة خاصة إذا كانت الشركة منتجة وتحقق أرباحًا جيدة وتوزعها، أو ربما ليكون في مجلس الإدارة أو لأهداف إستراتيجية أخرى ربما تتعلق باستثماراته أو لتوجهات مستقبلية يسعى لتحقيقها. وتتعدد الأسباب بين المنطق وانعدامه، ومعها يتفاعل السوق ويتفاعل المستثمرون حتى يدركوا أن هناك نهاية للطريق، وتعود الأمور لنصابها. ولا يستطيع أحد أن يُحدِّد متى تنتهي العملية، وذلك حسب رغبة محركيها، راغب التجميع، والراغب في المضاربة، ومجموعة المستثمرين الأفراد الراغبين في التكسب من العملية ككل. وفي النهاية يبقى من يتعلق ويحقق الربح، مَن رَكَّز ولم يطمع وقنع بما يُحقِّقه من ربح، خاصة وأن الطمع هو المُحرِّك الأساس للقضية.