×
محافظة المنطقة الشرقية

حضرموت تشكو نقص المخزون الطبي.. وتفشي الأوبئة

صورة الخبر

إذا صحّتْ الأنباء التي تحدّثت عن أن الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، طلب من الأردن تسليح الدروز في السويداء لحماية أنفسهم من أخطار وجودية تتهدّدهم، فهذا يعيد تأكيد ما أصبح مؤكداً في الآونة الأخيرة، أيْ انتقال الدروز من مرحلة الحياد إلى مرحلة الانخراط، وإنْ في شكل محسوب بشدة ومحدود المدى والدرجة. هذا الانتقال النوعي، في المقياس الدرزي بخاصة، قد بدأ منذ فرّغ الأمن العسكري السوري وقوات النظام محافظة السويداء من الأسلحة الثقيلة ونقلها إلى خارج المحافظة، لغايات استراتيجية فُهم منها في شكل واضح من جانب الدروز وغيرهم، أن النظام يتخلى عن السويداء وأهلها، ويتخلى تالياً عن أن يكون حامياً للدروز، وهو الذي ما فتئ يقدّم نفسه كحامٍ للأقليات وضامن للتنوع السوريّ! كان هذا فكّ ارتباط، من طرف النظام، بالدروز، الذين أُريد لهم الانخراط بقتال مذهبي مع محيطهم، كي يستثمره النظام في تحسين صورته عبر سياسة اختيار الأقل شراً، وأنّ الشيطان الذي تعرفه خير من الذي لا تعرفه! وإذْ جاءت حادثة مقتل نحو عشرين من أبناء الطائفة الدرزية على يد «جبهة النصرة» لتضخّ الدماء في مسار كهذا، بدا أن سياسة جنبلاط وما قيل عن اتصالاته مع «النصرة» لتحييد الدروز لا تفعل فعلها، الأمر الذي دفعه الى السيطرة على الموقف بالتواصل مع الفاعلين على الساحة الإقليمية، للحيلولة دون تعرّض الدروز لما تعرّضت له أقليات أخرى في العراق وسورية وغيرهما. هنا جاءت خطوة أخرى في الانتقال من الحياد إلى الانخراط، عبر تأكيد جنبلاط أن مستقبل أبناء جبل العرب يكمن في مصالحتهم وتعانقهم مع أهل حوران، وصدرتْ تصريحات عن قيادات درزية أكدت مجدداً أنه لا مكان لنظام بشار الأسد في مستقبل سورية، وأنّ الدروز يضعون أيديهم في أيدي «الجبهة الجنوبية»، التي تقاتل في جنوب سورية، والتي أعلنت أن «الدروز أهلنا» و «ليس في وارد المعارضة أبداً أن يكونوا مستهدفين من جانبها». أظنّ أن القيمة الاستراتيجية للحكمة الدرزية، (إذا ما تجاوزنا ما حدث في مطار الثعلة)، وانتقالها من الحياد إلى الانخراط الوطني المحسوب، هي رفع منسوب إمكانية التمييز بين النظام السوري والدولة السورية، وكشف عورة خيار إيران و «حزب الله» في «سورية المفيدة»، وممارسة شيء من الضغط الأخلاقي على الطرف الروسي... الذي أفضل ما قد يبديه حتى اللحظة هو القبول بسيناريو سقوط رأس النظام لا النظام، إذا ما تمّ تأمين الأسد وضمن عدم ملاحقته دولياً، في حال خروجه من السلطة.