--> أكاد أؤكد أن المستحيل كلمة يصنعها الإنسان في خياله ولا وجود لها على أرض الواقع. والسبب في ذلك أنه يتوجب على الإنسان أن يأخذ بالأسباب دائماً، ولا يظل حبيس ظروفه الاجتماعية التي قد تكون صعبة ولكن هناك دائما منافذ وأبوابا على الإنسان أن يطرقها ولا يتراجع. لا يمكن للانسان أبداً أن يظل حبيس منزله، أو حبيس تعليمه فقط بل عليه أن يطرق أبوابا أوسع وأكبر في العلم والتعلم والمحاولة والإصرار والمثابرة. هناك العديد من الاشياء التى عندما نحاول فعلها نفاجأ بالجميع يقولون لنا ان هذا مستحيل وذلك لان أحدا لم يفعل ذلك من قبل. الشيء المؤسف حقا هو ان الطاقة السلبية تلك تأتى الينا من اصدقائنا واقاربنا قبل ان تأتى من الاغراب و ذلك الذى يجعلها اقرب للتصديق، و لكن هل حاولت مرة ان تسأل نفسك فعلا اذا كان ذلك الامر يمكن فعله أم لا بغض النظر عن آراء الناس. تتعدد الاوهام في حياتنا من وهم الطموح المستحيل الى وهم الحظ العاثر. وعندما لا نستطيع ان نحقق هذه الآمال والطموحات نحزن ونحزن كثيرا، ولكن أقول انه لا يجب أبداً أن نعطي للهم والحزن الفرصة ليتمكن منا، وعلينا أن نتمتع بالأمل والصبر، فبالصبر نستطيع أن ننال ما نتمنى ادموند هيلارى وهو أول من تسلق قمة أفرست كان يعرف ان احدا من قبل لم ينجح ان يتسلق تلك القمة وبالرغم من ذاك لم يتوقف عن المحاولة بل حاول ونجح فى النهاية. ادموند كان يعرف انه اذا فشل العالم كله فى فعل شيء فليس معنى هذا انه مستحيل. كل شخص يحكي عن العالم من منظوره الخاص وللأسف يغفل الناس عن هذه الحقيقة ويقتنعون تماما انه اذا قال شخص ان هناك شيئا مستحيلا فليس ذلك معناه ان هذا الشيء مستحيل. هل هناك حقاً مستحيل ؟! أم أنه وهم نصنعه بأيدينا خوفاً من التجربة أو يأساً واحباطاً، أم أننا نصنعه لعدم الثقة بأنفسنا وقدراتنا، وقد يصنعه البعض متعمدين تعجيزنا ، لإيقافنا في أماكنا ساكنين فنصدقه ونستسلم له كواقع ونعيشه . وإذا كان المستحيل نسبيا يختلف باختلاف نظرتنا له فإذن هو واقع يمكن تغييره وليس قدرا لا مفر منه ، وإذا كان قدرا لا مفر منه فألا تستحق حياتنا الصبر و المثابرة والسعى فقد نحقق ما نريد وان لم نتمكن من تحقيقه فذلك لا يعني الفشل ويكفينا المحاولة وعدم الاستسلام . لقد وهب الإنسان العقل وميزه بالتبصر في الأشياء وفهم واقعها وكيفية ايجاد طرق للتعامل معها، بحيث يمكن للإنسان أن يتعلم من الطبيعة ومن الفلك ومن النجوم ومن عالم البحار والحيوان والنبات وكافة العوالم المختلفة التي خلقها الله. لنر مثالاً حيا أمامنا، وهي الأمراض التي يعجز الطب عن حلها، ونرى في الجانب الآخر مقولة ما خلق الله من داء إلا وله دواء ندرك أن الأمر يكمن في العلم والإصرار على التعلم والفهم الصحيح، ومن ثم ايجاد طريقة المعالجة الصحيحة والتحول إلى النجاح. تتعدد الاوهام في حياتنا من وهم الطموح المستحيل الى وهم الحظ العاثر. وعندما لا نستطيع ان نحقق هذه الآمال والطموحات نحزن ونحزن كثيرا، ولكن أقول انه لا يجب أبداً أن نعطي للهم والحزن الفرصة ليتمكن منا، وعلينا أن نتمتع بالأمل والصبر، فبالصبر نستطيع أن ننال ما نتمنى. نظرة ايجابية لكل ما اعتدت عليه أو أعتقدت أنه من المستحيل، إلى كل ما اعتبرته قواعد دون ان تلفت إليه وهو في الأصل عقبة تحول دون التميز ، كرر تقييم الامكانيات وتحرر من قيود الماضي واكسر ما يسمى مستحيلا . ابدأ بالضروري، ثم انتقل إلى الممكن؛ تجد نفسك فجأة تفعل المستحيل. ولا تقل عن شيء انه مستحيل لعجزك عنه الآن. وخلاصة القول ..أنا وأنت وكل إنسان لدينا مواهب وطموحات ولدينا قدرات نحتاج فقط الى بعض العزيمة لنخطو خطوة إيجابية في مشوار الالف ميل..وحتى إن فشلنا في البداية فالفشل هو الفرصة الجديدة لتبدأ مرة أخرى بذكاء أفضل ..فلم لا نرفع جميعاً شعار الإدارة لا تعرف المستحيل .. alyaqout_j@hotmail.com مقالات سابقة: د. جاسم الياقـوت : -->