تنصب آسيا، اليوم، سيدا جديدا على عرشها القاري وتزفه بطلا إلى صفوة العالمية، في وقت تتقصى فيه أنديتنا السعودية مقاعدها في النسخة التالية من المسابقة، وسط سلسلة من القضايا العالقة والديون الثقيلة والاحتقان المستمر. مشهدان متباينان ينكآن الجراح الغائرة في جسد رياضتنا المحلية، الغائبة عن مسرح الإنجازات الآسيوية ومنصاتها منذ 8 أعوام. إذ يقفز الشرق إلى واجهة القارة الصفراء مجددا على حساب أندية الغرب التي أغرقها التخبط الاستراتيجي في وحل الإخفاق والغياب، بينما يدلف الصينيون رفقة الكوريين إلى لعبة الكبار بقوة، مقتربين من إنهاء القطيعة مع المنصات القارية، كنتاج طبيعي ومحصلة منطقية لعمل منظم ومدروس أسهم قطعا في الارتقاء بالكرة الصينية وبلوغها هذا المستوى من الحضور المميز والأنيق. ويبدو أن البون أصبح شاسعا بيننا وبينهم على مستوى الطموحات والأفعال إلى الحد الذي يستوجب معه التمعن في جدوى الارتهان إلى الماضي والركون إلى الزمن الجميل. انشغل الآخرون في ملاحقة النهضة الرياضية المتسارعة على مختلف المستويات، بتقصي مكامن الخطأ وتصويبها وتفعيل الاستثمار والتسويق على نحو مؤثر، فيما انشغلنا بالركض خلف الإثارة المفتعلة وملاحقة الشكليات والبكاء على الزمن الجميل الذي لم يسلم هو الآخر من محاولات التشويه والتشكيك والتقليل. أمام كل ذلك تتعاظم مسؤولية اتحاد القدم في أن يواكب أنظمة الاتحادات الرياضية في الدول المتقدمة، وخلع بردة المجاملات والاستثناءات والحلول المؤقتة التي كانت من جملة أسباب أفضت إلى هذا الغياب المر.