تحت عنوان فصل بارد، كانت مقالة الأمس انتقاداً لنادي الوحدة الذي أخلف معه المدرب الفرنسي بول لوغوين وعده، وقرر الاستمرار مدرباً لمنتخب عمان، متخلياً عن اتفاق مسبق لتدريب الفريق العنابي الإماراتي، وفي المقالة نفسها لم نوجه اللوم للمدرب، بل وجهناه لنادي الوحدة، وذكرنا ثلاثة أخطاء وقع فيهم النادي. أولاً: محاولة الاتفاق مع مدرب له عقد سار مع فريق آخر، وثانياً: أن الوحدة لم يراع أن المدرب في مهمة رسمية حالية مع منتخب عمان تتعلق بتصفيات كأس العالم، وهو أمر من الناحية الأدبية غير محبب، وثالثاً: أن الوحدة تسرع في الجهر بالموضوع. وربما أثار ذلك حفيظة إخواننا في عمان، وربما أوجد حرجاً للمدرب نفسه، لأنه لم يكن قد فاتحهم، وقد تكون رغبة الوحدة في التعاقد مع المدرب قد أحلته في عيونهم، لاسيما بعد أن حقق المنتخب العماني الفوز على الهند هناك، في بداية مشوار تصفيات كأس العالم. هذا ما نشرناه، وكان للأخ أحمد الرميثي رئيس شركة كرة القدم بنادي الوحدة رد، أوضح فيه الملابسات المحيطة بهذا الموضوع، لا سيما وأنه شغل بال الرأي العام في عمان، وكان رده المهذب على النحو التالي: أولاً: سأبدأ من ثالثاً، وأقول إننا في نادي الوحدة لم نجاهر ولم نصرح بأننا اتفقنا مع المدرب، وأتحدى أن يكون هناك ولو تصريح واحد على لساني، وكل ما حدث من قبيل الاجتهادات الصحافية التي لا نستطيع منعها، ونحن نعلم أن هناك تسريبات يعتمد عليها الصحافيون سواء في نادينا أو في أي ناد آخر، ونعلم أيضاً أن رغبة الصحافيين في السبق والانفراد ربما تدفع ببعضهم إلى عدم الدقة، وهذا مفهوم. ثانياً: وهي لها علاقة وثيقة بأولاً، فطالما لم نجاهر، فنحن بالتالي لم نسع إلى التعاقد مع مدرب على رأس عمله ويريد الاستمرار فيه، وجهة عمله هي الأخرى متمسكة به، وبالمناسبة كنا في نادي الوحدة نريد التعاقد مع المدرب السويسري جروس الذي يقود فريق الأهلي السعودي، إلا أننا تراجعنا على الفور لمجرد علمنا بأن إدارة الأهلي ترغب في استمرار المدرب. ثالثاً: للعلم، فقد جاءنا المدرب الفرنسي لوغوين بنفسه إلى أبوظبي، وأبدى رغبة، وقال بالحرف الواحد إن العصمة في يده، وإنه جاهز للتعاقد في أعقاب مباراة عمان الأولى في تصفيات المونديال. رابعاً: هذا المدرب لم يكن الوحيد أمامنا حتى عندما جاءنا في أبوظبي، بل كان واحداً ضمن أربعة مدربين نخاير بينهم، وصدق أو لا تصدق أن هاتفي كان مليئاً بالعروض التي بلغت 30 عرضاً، فالسماسرة يملؤون الدنيا، وقد فوجئت بأنه حتى فلسطين بها سماسرة مدربين! خامساً: لقد صرفنا النظر في التوقيع عن المدرب لوغوين لمجرد علمنا بأن الاتحاد العماني يريد استمراره، ونحن نتمنى بالطبع للمنتخب الشقيق كل التوفيق، وكما قلت لك لم يكن هو المدرب الوحيد، ولم نتباك عليه، ولم نكن مستعدين لدفع أي مبلغ عنه حتى لو كان زهيداً كشرط جزائي! سادساً وأخيراً: نعلم أن الوقت يدهمنا لأننا أنهينا الموسم مبكراً، غير أن ذلك لن يدفعنا للتخلي عن مبدأ احترام تعاقدات الغير، وأيضاً لن يدفعنا للتعاقد مع أي مدرب والسلام! كلمات أخيرة شكراً للأخ أحمد الرميثي الذي يقدر الدور الإعلامي، فهو لا يرحب بالنقد فقط، بل يتفاعل ويتبادل الآراء بروح طيبة، ويطبق نظرية الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية، فعلاً لا قولاً.