لا يكاد يقترب شهر رمضان المبارك سنويا، إلا ونكون على موعد معتاد مع سماع تفاوت أو تذبب في الأسعار لكافة السلع بصفة عامة، والخضروات بصفة خاصة، ويستمر ذلك لعدة أيام في الشهر الفضيل، ثم تعاود الأسعار العودة إلى معدلاتها الطبيعية. والواقع أنه بقراءة حجم الإنتاج المحلي، والذي يقدر بنحو 80% من الاستهلاك اليومي، واليوم نتحدث عن «الطماطم» بحكم أن الإقبال عليها يزداد بشكل كبير جدا في شهر رمضان؛ لدرجة أن أسعارها تشهد طفرة في الارتفاع بنسبة 100%. ولا شك أنه لا يمكن أن نعزو ذلك فقط إلى الزيادة الكبيرة في الاستهلاك، وإنما إلى جشع بعض التجار الذين يستغلون الموسم الكريم لرفع أرباحهم بصورة مضاعفة، كما لا يمكن إغفال غياب الدور الرقابي في السوق، وفي الحقيقة أن الجهات المعنية يمكنها تحجيم الأزمات التي يواجهها السوق بمزيد من التنسيق، وزيادة حجم الاستيراد في المواسم؛ لمواجهة الطلب، مع إعمال القانون على المتلاعبين بالأسعار؛ لأنه بدون ذلك سنظل نعاني من أزمات مفتعلة كثيرة، بمبررات متعددة. وفي المقابل، يشعر المرء بالمزيد من الأسى، في ظل محاولة بعض المسؤولين تبرير ارتفاعات الأسعار للتجار، بدلا من الانتصار لحق المستهلك في الحصول على السلعة بسعر معتدل. صالح الزهراني