ساهم توجه المملكة الأخير عبر تخفيض إنتاجها من النفط الخام بمقدار 400 ألف برميل يومياً في تعزيز العوامل الإيجابية بداخل الأسواق النفطية، والتأكيد على دورها الحيوي والمهم في الحفاظ على توازن الأسواق ودعم الأسعار. ويعدّ الإنتاج النفطي للمملكة بحسب المحلل والمختص النفطي الدكتور محمد الشطي من أهم المحاور التي تستدعي المتابعة الدقيقة والمستمرة من قبل المراقبين والمحللين بالأسواق العالمية، في الوقت الذي أشار فيه تقرير وكالة الطاقة الدولية لشهر سبتمبر 2014 إلى ارتفاع كبير في الطلب العالمي على النفط خلال الربع الرابع من عام 2014 بمقدار 1.2 مليون برميل يومياً ليصل الى 93.9 مليون برميل يومياً، ويبقى الطلب على نفط الأوبك يدور حول 30.6 مليون برميل يومياً وهو عامل ايجابي يدلل على توقعات توازن السوق النفطية خلال الربع الاخير من عام 2014، فقد بلغ اجمالي إنتاج الاوبك خلال شهر أغسطس 2014 عند 31.3 مليون برميل يومياً، وهو ما يزال أقل من متوسط 30.6 مليون برميل يومياً، كذلك فإن المخزون النفطي عموماً، وخصوصا من المنتجات البترولية في البلدان الصناعية متدن نسبياً مع نهاية شهر اغسطس 2014، وهو وضع يمثل دعما للأسعار مع اقتراب فصل الشتاء وبدء تعافي الطلب على أساس موسمي. ويؤكد الدكتور الشطي أنه في الوقت الحالي تبرز أهمية تحليل معطيات السوق وفهم مسار الأسعار، كون سعر النفط يعد عاملاً مؤثراً في تعافي الاقتصاد، لا سيمّا أن الوقت الراهن يدور فيه الحديث كثيراً حول هبوط أسعار النفط الخام ومدى تأثير ذلك على موازنات الدول المنتجة، والسؤال أيضاً عن الوقت الذي ستتحرك الاوبك لإيقاف هبوط أسعار النفط، ولعل الورقة الأهم هي أن منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" ليست المؤثر الوحيد والرئيس في ميزان العرض والطلب والأسعار خصوصاً مع تنوع المنتجين وتحولات انماط تجارة النفط في السوق. وأضاف جاء تقرير سكرتارية منظمة الأوبك لشهر سبتمبر 2014 مشيراً إلى حدوث ارتفاع كبير في الطلب العالمي على النفط خلال الربع الرابع من عام 2014 بمقدار 1.4 مليون برميل يومياً، ليصل الى 92.5 مليون برميل يومياً مقارنة مع الربع الرابع من عام 2013، ويبقى الطلب على نفط الاوبك يدور حول 30.2 مليون برميل يومياً، وهو أيضاً عامل إيجابي يدلل على توقعات توازن السوق النفطية خلال الربع الاخير من عام 2014.