×
محافظة المنطقة الشرقية

مقتل 4 من الشرطة التونسية في اشتباكين مع متشددين

صورة الخبر

إذا كانت الصوفية مشهورة بجانبها الروحاني وبعدها عن الاهتمام بالماديات وغلبة الزهد عليها، فإن هذه السمات هي ما يجعلها ــ في نظر بعض الساسة الغربيين ــ ورقة ذهبية رابحة في مواجهة الإسلام الراديكالي والتقليدي. في كتاب (الحريم الصوفي وتأنيث الدين) للدكتور شحاتة صيام، يتحدث المؤلف في مقدمته عن التوجهات الغربية الرامية إلى بعث الصوفية في البلاد العربية ومنطقة الشرق الأوسط، لتكون عنصرا مناهضا للأصوليات والتشدد العقدي، فالصوفية ــ كما يراها الغرب ــ ليس لها طموحات سياسية، وفي طبيعتها حض أتباعها على التفرغ للعبادة والابتعاد عن الانشغال بالأمور الدنيوية بما في ذلك المقاومة السياسية، إضافة إلى أن الصوفية أقرب للإيمان بمبادئ الحب والتسامح والتعايش التي يدعو إليها الغرب في مواجهة العنف والتطرف والإرهاب، وذلك يجعلها ــ في تصور الغرب ــ قادرة على منع الصدام الحضاري معه. ويضرب الكاتب الأمثلة على ما يقول بما صدر عن لجنة الكونجرس الخاصة بالحريات من توصيات تحث على «ضرورة تشجيع الحركات الصوفية لتكون آلية فاعلة على الصعيد السياسي»، والتي عن طريقها يمكن «نزع فتيل الراديكالية الإسلامية» وبناء الشبكات الإسلامية المعتدلة، وإشاعة الانسحابية وتقليص التحيز للدين. وكذلك ما تضمنته تقارير المركزين الأمريكيين (نيكسون) و(راند) للدراسات الاستراتيجية لعام 2003 التي تنص على «ضرورة دعم التصوف من خلال إعادة إعمار المزارات والأضرحة، ونشر الكتب الصوفية ومدارسها، ودعم الطرق الصوفية التي تتسم بالتسامح مع الأديان والمعتقدات الأخرى». وفي عام 2005، نشرت مجلة (يو إس نيوز آند ريبورت) تقريرا يتضمن قيام الحكومة الأمريكية بتمويل محطات إذاعية، وترميم مساجد وتدريب أئمة، وترميم آثار إسلامية وأضرحة، والضغط على الحكومات لتخصيص مناصب وزارية للمتعاطفين مع الصوفية في عدد من البلاد الإسلامية!! ويستشهد الكاتب على ما يقوم به الغرب من نشاطات فعلية تهدف إلى تفعيل الصوفية في الدول الإسلامية، بما أخذ يظهر في بعض البلدان الإسلامية من تحرك فعلي نحو إحياء الصوفية، ففي أوزباكستان أسست وزارة خاصة بالتصوف باسم (المركز الشعبي للروحانية والتنوير)، وفي تركمانستان والقوقاز والشيشان تدفقت التبرعات والمساعدات الأمريكية لتشجيع زيارة الأضرحة وإحياء البدع، وفي القاهرة يرعى السفير الأمريكي بعض الاحتفالات والطقوس الصوفية ويحرص على عقد لقاءات مع مشايخها. ويخلص الكاتب إلى أن الغرب بات مقتنعا بأن الصوفية لها القدرة على تغيير الواقع الإسلامي، وبإمكانها أن تسهم في دمقرطة الإسلام وإنهاء العداوة مع الآخر الغربي.