×
محافظة مكة المكرمة

إزالة تعديات على أراضٍ حكومية بمساحة مليون متر مربع بجنوب جدة

صورة الخبر

شهر رمضان المبارك على الأبواب، نسأل الله الحي القيوم أن يُبلّغنا إيّاه، وأن يتقبّل منّا جميعاً صيامه وقيامه، فكل مسلم ينتظر بكل فرح قدومه لما فيه من الخيرات والرحمات والبركات، والعفو والعتق من النار، ولأنه شهر التكافل والتراحم، وشهر القرآن وليلة القدر، التي هي خير من ألف شهر. أليس ذلك كفيلاً بأن نتوقف كثيراً، ونعيد التقييم للكثير من سلوكياتنا ومعاملاتنا وعباداتنا، ونُراجع الكثير من زلّاتنا التي لا تُعد ولا تُحصى، إنها فعلاً فرصة سانحة لكل فرد منّا أن يُراجع أعماله الدينية والدنيوية، وأن يُعيد ترتيبها وفق مطالب العبادة الخالصة لله وحده، ووفق المبادئ التي أمرنا الله بها فنؤدي الأمانة إلى أهلها، ونُطبِّق العدل والمساواة في كل مسلك من مناحي حياتنا، وأن نُنفِّذ الأعمال المناطة بنا، وفق ما أوكلت إلينا، فالمسؤول أياً كان مستوى مهامه الموكلة إليه يُعيد تقييم العمل الذي قدّمه، فلا يُقصِّر في التنفيذ، ولا يُفرِّط في الأمانات التي يتطلبها أداء عمله، ويؤدي الحقوق إلى أهلها. والتاجر عليه أن يحرص على الكسب الحلال دون تضليل أو تزييف، أو غش أو تدليس، فكم هي الأمثلة الدالة على مثل تلك الممارسات المشينة قبل رمضان، فعلى سبيل المثال لا الحصر، القيام ببيع البضائع المنتهية الصلاحية، أو المزيفة في تواريخها، أو ممارسات التضليل في الأسعار، أو عرض البضائع التي تعرّضت للعوامل الجوية التي أفسدتها، أو بيع البضائع المزيّفة الصنع، فكل ذلك يتنافى مع مطالب هذا الشهر الكريم، ويتنافى أيضاً مع المبادئ الأساسية لديننا الحنيف. وفي جانب آخر تحل علينا صلاة التراويح، التي تُعَد من نوافل العبادة، فنجد أن البعض يحرص على رفع أصوات مُكبِّرات الصوت بطريقة لافتة، مما يستوجب على كل من يسمع القرآن أن يستمع له وينصت كما تشير الآية الكريمة: (وَإذَا قُرِئَ القُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)، وهنا نجد المخالفة الصريحة لتعاليم تلك الآية، كون جيران المسجد من الأسر أو أصحاب المحلات التجارية لا ينصتون لانشغالهم بأعمالهم، لذا أتمنى أن تؤكِّد وزارة الشؤون الإسلامية على أن يُكتَفى بالمكبرات الداخلية تطبيقاً لأمر الله سبحانه. وجانب آخر أراه من الأمور التي ارتبطت بشهر رمضان الكريم، ألا وهو الإسراف والتبذير في الشراء، وهذا ما نهى الله عنه في كتابه الكريم في قوله تعالى: (وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلا تُسْرِفُوا إنَّهُ لا يُحِبُّ المُسْرِفِينَ).. والله من وراء القصد.