كشفت إحصاءات رسمية عن وجود أعداد كبيرة من المشاريع المتعثرة والمتأخرة في العديد من القطاعات الحكومية في منطقة مكة المكرمة تجاوزت حاجز الـ 300 مشروع متعثر أو متأخر الإنجاز، مقابل 755 مشروعا تحت التنفيذ، و228 مشروعا مطلوبا لم يتم اعتماده، و36 مشروعا تحت الطرح، 31 مشروعا تحت الدراسة؛ وذلك بعد 1584 ساعة عمل. وفي إثر ذلك بدأت إمارة منطقة مكة المكرمة في متابعة مدى تقدم مشروعات القطاعات، وتنمية القدرات البشرية طبقا لما يتسق مع حاجة الخطة العشرية في إثر انتهاء الإمارة من التأكد من تكاملية تلك الخطة مع كافة خطط القطاعات. كما عمدت الإمارة إلى العمل على تحسين اتصالها مع بقية القطاعات من ناحية وفي ما بين القطاعات من الناحية الأخرى لتجاوز كافة البيروقراطيات المعطلة للأعمال مع عرض ما يسفر عن المشاريع ورصد كل مشروع وبرنامج ومحفظة للمشروعات إلى جانب متابعة مدى تقدم المشاريع بشكل مرئي في مركز متابعة المشروعات. جاء ذلك في البرنامج الشهري الذي تنظمه كلية الاقتصاد والإدارة في جامعة الملك عبد العزيز ضمن لقاء على طاولة الحوار الأكاديمي صباح أمس تحت عنوان «إدارة المشاريع المتعثرة» استضافت خلاله وكيل إمارة منطقة المكرمة المكرمة الدكتور عبد العزيز الخضيري بحضور عدد من مسؤولي الجهات الحكومية وأعضاء من هيئة التدريس في الجامعة وعدد من الطلاب والطالبات. وتضمنت الإحصاءات الإشارة إلى أن حجم المشاريع المتعثرة أو المتأخرة تفاوت بين القطاعات الحكومية التي كان من أبرزها التعليم بـ 103 مشروعات متعثرة، والتعليم العالي 11 مشروعا، والبنية التحتية 6 مشاريع، وقطاع النقل مشروعان، والصحة 53 مشروعا، وما يتعلق بالقطاع الاقتصادي 7 مشاريع، والشؤون العامة بأربعة مشاريع، والبلديات 116 مشروعا. وعزا التقرير الذي جرى تداوله خلال اللقاء أسباب تعثر تلك المشاريع إلى 9 أسباب من بينها ضعف الكوادر الهندسية، وما أسماه بـ «المجاملة بين المسؤولين»، وغياب المرجعية المحلية لإدارة المشروعات. وأشار الدكتور الخضيري خلال حديثه وإجاباته على العديد من الأسئلة إلى أن الإمارة من خلال الخطة العشرية المتكاملة التي تتسق مع كافة المستجدات ستنقل واقع المشاريع بأكملها من متعثرة إلى متأخرة كخطوة أولى قبل أن تصبح متفقة مع مواعيد التسليم. وعزا ذلك إلى أن الإمارة تتابع كافة التفاصيل المتعلقة بكل مشروع تنموي في المنطقة من أجل إيصاله إلى النهاية في المواعيد المحددة له. وتضمن اللقاء على إيضاح مراجعة مجلس المنطقة بشكل كامل لاستراتيجية المنطقة بما يتناسب مع متطلبات العام الحالي وحتى نهاية عام 1439 هـ في الوقت الذي جرى فيه إعداد خطة من محورين أحدها تطوير إجراءات وأدوات متابعة المشروعات، وتعزيز التواصل بين مجلس المنطقة ومختلف القطاعات، وفي نهاية اللقاء جرى تكريم الدكتور الخضيري. وحول هذا اللقاء قال عضو هيئة التدريس في قسم الإدارة العامة الدكتور عبد الله الخالدي لـ «عكاظ»: إن منطقة مكة المكرمة تعد أكبر منطقة في المملكة محتوية على المشاريع قياسا بما هو موجود في باقي مناطق المملكة بسبب مشاريع توسعة الحرم، وقطار الحرمين وبقية المشاريع الكثيرة ذات العلاقة والأخرى التي تصب في صالح تنمية المنطقة، لذا كان مثل هذا اللقاء مفيدا للأكاديميين وصناع القرار والمجتمع بعمومه لإتاحة فرصة التحاور، وطرح وجهات النظر المختلفة من كافة الأطراف لاسيما وأن إمارة منطقة مكة تتمتع بدرجة عالية من الانفتاح على جميع الأطراف. وأضاف: إمارة المنطقة وعلى رأسها صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل تميل دائما إلى الشفافية، فالإمارة تركز على ثلاثة محاور هي: الحقوق، والأمن، والتنمية التي هي محط الحديث. الدكتور الخالدي الذي أدار اللقاء شدد على أهمية إعادة النظر في نظام المناقصات باعتباره واحدا من الأسباب التي تقود إلى تعثر المشاريع، وتأخير تسليمها. يشار إلى أن عدد المشاريع في القطاعات الحكومية قد وصل بحسب آخر إحصائية رسمية إلى أكثر من 2260 مشروعا شاملة المشاريع الجاري إنجازها، والمنجزة، والمتعثرة أو المتأخرة، والمطلوب منها ولم يتم اعتماده أو التي لم تطرح بعد والتي مازالت تحت الطرح، والدراسة، والترسية، والمتوقفة، والمجددة سنويا، والمقيدة تحت الإعداد، والمسحوبة، والملغية والتي تحت إجراءات السحب، وما تم الرفع بطلب مدة إضافية.