داعب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حضور إحدى المناسبات السعيدة لهذه الجريدة حين كان أميرا لمنطقة الرياض في خطاب مرتجل مُشيرا الى مكان شهير في منطقة الديرة قلب العاصمة يقال له (حصاة الصفاة) وهو عبارة عن ركن أو ربما "مشراق" يجتمع فيه بعض كبار السن من أهالي الرياض يتناقلون آخر الأخبار والمستجدات التي تطرأ على مجتمعهم الصغير والمحدود آنذاك. أشار الملك سلمان -حفظه الله- الى أن الناس حين يصل الى أسماعها خبر مُثير أو حكاية غير معتادة يسألون ناقل الخبر: "لا يكون من حصاة الصفاة" وهي إشارة ساخرة إلى أنه ليس كل ما يدور في تلك الحصاة مصدرا موثوقا فكثير من الاشاعات كانت شرارتها من هناك. من هنا استقيت العنوان فالحصاة هي الحصاة ولكن مع تغير المكان والزمان. أقصد أن موقع التواصل الاجتماعي الشهير تويتر رغم فرض وجوده كوسيلة اتصالية غاية في تعلّق الناس به ومتابعة ما يدور فيه ومن ثم إعادة التغريدات التي تناسب توجه ومزاج المُتابع هذا غير تناقل الأخبار والمعلومات والاعلان عن السلع والمواهب وتراشق الشتائم وبث الاشاعات وهذأ أسوأ وأحقر ما يُنشر فيه. أقول بالرغم من كل ذلك وبالرغم من اعتبار البعض بأنه "منبر من لا منبر له" وتميّزه بحريّة التعبير وربما تجاوز الخطوط الحمراء، إلا أن معظم متابعيه لا يعتبرونه مصدرا موثوقاً للخبر ولا للمعلومة بل ويحذّرون الناس من تناقل بعض المعلومات الطبية غير المؤكدة على سبيل المثال لما يسبب ذلك من خطورة على صحة المُتلقي وقس على ذلك بقيّة اللغو والهذر. هل ينطبق على تويتر ما حذّر منه الملك سلمان _أيده الله بنصره_ من أخبار حصاة الصفاة؟ قلت: وربما أخطر حيث اشاعات حصاة الصفاة آنذاك تدور حول دعابات مجتمعيّة بريئة كزواج فلان على زوجته وموت بقرة علان وسفر زيد وعودة عبيد، وأبو فلان (دبغ) زوجته لإحراقها العشاء وما الى ذلك من نمائم صغيرة لا تؤثر في السلم المجتمعي ولا تثير الخوف والارباك. حين يؤكد المتحدث الأمني لوزارة الداخلية لجوء عصابات داعش ومن لف لفه إلى مواقع التواصل الاجتماعي لتجنيد الصغار وتحفيزهم على الخروج والالتحاق بالتنظيم الإرهابي في مناطق الصراع فهو أكبر دليل على تحوّل تويتر وزملائه من حصاة صفاة الى سكّين تطعن ظهر الوطن فهل نعي خطورة ترك الحبل على الغارب؟ أرجو الا يأتي (مدرعم) ويتقوّل على كاتب هذه السطور بأنه يدعو الى حظر مواقع التواصل الاجتماعي أو إطباق قبضة الرقيب عليها أو الدعوة الى تكميم الأفواه أبداً ليس هذا ما أدعو إليه ولكنني أُحذّر من تصديق كل ما ينطق به لسان تويتر الذي يقطر عسلاً حيناً، وسُماً قاتلا أحياناً أُخرى. لمراسلة الكاتب: aalkeaid@alriyadh.net