انقرة - وكالات - دعا الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، أمس، الأحزاب السياسية الى التصرف «بمسؤولية» للحفاظ على «استقرار» البلاد غداة الانتخابات التشريعية التي خسر فيها حزبه «العدالة والتنمية» الغالبية المطلقة في البرلمان، معتبرا ان اي حزب لم يفز بتفويض للحكم بمفرده. وقال اردوغان في بيان أصدره مكتبه: «في العملية الجديدة هذه، من المهم جدا ان تتصرف الاحزاب السياسية كافة بالحساسية الضرورية، وتتحلى بالمسؤولية لحماية مناخ الاستقرار والثقة الى جانب مكتسباتنا الديموقراطية». وأكد ان «رأي شعبنا فوق كل شيء آخر»، مضيفا: «أعتقد أن كل الأحزاب ستقيم النتائج التي لا تتيح الفرصة لأي حزب لتشكيل حكومة حزب واحد بصورة سليمة وواقعية». وجاءت تصريحات أردوغان بعد البلبلة التي شهدتها أسواق المال التركية حيث تراجعت بنسبة تزيد على 6 في المئة، فيما خسرت الليرة التركية نحو 4 في المئة من قيمتها أمام الدولار. وأظهرت نتائج الانتخابات التي جرت أول من أمس حصول «العدالة والتنمية» 40.86 في المئة أصوات الناخبين، بينما نال حزب الشعب الجمهوري المعارض 24.96 في المئة وحزب الحركة القومية اليميني المتطرف 16.29 في المئة وحزب الشعوب الديموقراطي على 13.12 في المئة. وبهذا يحصل «العدالة والتنمية» على 258 مقعدا في البرلمان المكون من 550 مقعدا، و«الشعب الجمهوري» على 135 مقعدا و«الحركة القومية» على 70 مقعدا و«الشعوب» على 80 مقعدا ايضا. ويحتاج اي حزب لتخطي عتبة العشرة في المئة كي يتمكن من دخول البرلمان. وتوزع نسب الاحزاب التي لم تنل هذه النسبة، على الأحزاب الفائزة، لكن لم يتضح كيف تساوى الحزبان الأخيران في عدد المقاعد رغم ان الفارق بينهما في النسب المئوية يزيد على ثلاث نقاط. وكان رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو قد أكد بأن حزبه سيعيد تقييم الأمور، ودعا الأحزاب التركية إلى صياغة دستور مدني جديد لتركيا. ونقلت وكالة أنباء «الأناضول» عنه القول: «حزب العدالة والتنمية هو المنتصر الأول في الانتخابات... ولا يجوز لأي أحد أن يحول هزائمه لانتصارات، وعلى الجميع أن يحاسب نفسه». ومن جهته، قال نائب رئيس الوزراء نعمان كورتولموش إن الخيار الأول لحزب «العدالة والتنمية» هو محاولة تشكيل حكومة ائتلافية، لكن احتمال إجراء انتخابات مبكرة مطروح إذا فشل في تنفيذ ذلك. وأوضح كورتولموش للصحافيين في أنقرة: «أعتقد أن رئيس حكومتنا سيكون قادرا على تشكيل حكومة خلال الوقت المحدد» مضيفا أن تشكيل ائتلاف لا يشمل حزب العدالة والتنمية ليس ممكنا. وتحدى نائب رئيس الوزراء بولنت ارينج أحزاب المعارضة الثلاثة في البرلمان ان تحاول تشكيل حكومة ائتلافية قائلا ان حزب العدالة والتنمية الحاكم مستعد لملء الفراغ اذا فشلت في تشكيل حكومة. وقال: «اذا كان سيكون هناك ائتلاف فعلى حزب الشعب الجمهوري وحزب الحركة القومية وحزب الشعوب الديموقراطي ان تشكله. دعوهم يحاولون أولا وحزب العدالة والتنمية مستعد للقيام بدوره اذا فشلوا في ذلك». أما زعيم حزب الحركة القومية دولت بهجلي، فقال إنه يجب على تركيا إجراء انتخابات جديدة إذا لم يستطع «العدالة والتنمية» الحاكم الاتفاق على ائتلاف مع الأحزاب الأخرى في البرلمان. واستبعد بهجلي تقريبا المشاركة في ائتلاف قائلا إنه يجب بحث خيارات أخرى أولا. وأضاف: «الاحتمال الأول بالنسبة لتشكيل ائتلاف يجب أن يكون بين حزب العدالة والتنمية وحزب الشعوب الديموقراطي (المؤيد للأكراد). والنموذج الثاني يمكن أن يتألف من حزب العدالة والتنمية وحزب الشعب الجمهوري وحزب الشعوب الديموقراطي (المعارضين). لو كل هذه السيناريوهات فشلت يجب حينئذ إجراء انتخابات مبكرة». احتفالات كردية في تركيا والخارج ديار بكر، برلين - وكالات - تدفق آلاف الأكراد المبتهجين إلى الشوارع في مدينة ديار بكر في جنوب شرق تركيا واطلقوا الألعاب النارية ولوحوا بالاعلام بعد تمكن حزب مؤيد للأكراد من دخول البرلمان كحزب للمرة الأولى. وقالت سيران ديمير (47 عاما) وهي ربة منزل كانت ضمن المحتشدين حول مقر حزب الشعب الجمهوري «تظهر تلك النتائج ان هذا البلد فاض به الكيل...كفى من اردوغان وغضبه». وكذلك خرج العديد من الأكراد في ألمانيا إلى الشوارع في عدة مدن للاحتفال بدخول الحزب البرلمان. واحتفل مئات الأكراد بالفوز في مدن هامبورغ وشتوتغارت وبرلين، وتركزوا بشكل أكبر في مدينة فرانكفورت، حيث تجمع نحو 500 كردي في وسط المدينة. أنقرة تعلن سريان اتفاقية التعاون العسكري مع الدوحة أنقرة - د ب أ - أعلنت أنقرة، أمس، سريان اتفاقية التعاون العسكري التركي - القطري، من جانبها بعد نشرها في الجريدة الرسمية. وأوضحت وكالة «الأناضول» التركية أنه «وفقا لاتفاقية التعاون في مجالات التدريب العسكري والصناعة الدفاعية وتمركز القوات المسلحة التركية على الأراضي القطرية» سيتم تشكيل آلية من أجل تعزيز التعاون بين الجانبين في مجالات التدريب العسكري والصناعة الدفاعية والمناورات العسكرية المشتركة وتمركز القوات المتبادل بين الجانبين. وتنص الاتفاقية على أن البلد المضيف يسمح للبلد الآخر باستخدام موانئه البحرية ومطاراته ومجاله الجوي، وبتمركز قواته العسكرية على أراضيه. وكان الجانبان قد وقعا الاتفاقية في العاصمة التركية أنقرة في د يسمبر الماضي.