لعل من أكثر الأمور التي تؤدي للنجاح هي حب الذات، هناك من يحب ذاته كثيرا ويتصالح معها ومع عيوبها، يسعى لتصليح عيوبه ويسمو كثيرا بنفسه، هذا إنجاز بحد ذاته جميل. ولكن، لا يزيد شيء عن مقداره الطبيعي إلا وكان منفرا، أحيانا كثيرة. صادفت أخيراً أشخاصا بأفكار جميلة وآراء سديدة ومتزنة، تنم عن حكمة، تعمقوا كثيراً في الـ "أنا" التي لغت محاور الحديث والرأي السديد إلى أحاديث سطحية جدا. لا أعرف كيف يتغير كل شيء بسرعة كبيرة. لا أعرف كيف تتحول اللوحات التي تنم عن هدوء وحكمة إلى مسرح فكاهي يفتقر إلى أدنى مستوى من الحوار. لا أعرف كيف تتهاوى الصور القديمة التي يكسوها الوقار إلى بعثرة وهباء وضجيج مزعج لا يهدف إلى شيء سوى اللهاث في سبيل المصلحة. ولكنني أعرف تماماً، أننا عندما نحب أنفسنا نرتقي بها لا نهبط، نعلمها لا نجلدها، نطبطب عليها ولا نطبل لها. وأعرف تماماً أن الفشل الحقيقي ألا يواجه المرء فشله، بل يبرره. الفشل الحقيقي هو التدني في انتقاء الألفاظ بدلا من تهذيبها. ووجدت أن التعبير عن حب الذات يختلف من شخص إلى آخر، بعضهم يعطي كثيرا، بعضهم يبطش كثيرا باختلاف الذمة والضمير. بعضهم يتعلم كثيرا، بعضهم يتدنى كثيرا باختلاف الإرادة. الفشل الحقيقي هو ألا يكون هناك ضوابط يضعها الناجح لنفسه. الفشل الحقيقي هو أن يلغي أسبابا في حياته في سبيل الوصول لهدف صغير. أن يتجاهل أولويات في الحياة حتى لا تتأخر مصلحة مزيفة. أن يتضرر الكثير لعدم رغبته بكلمة حق و موقف حقيقي. والفلاح، كلمة عظيمة، الفلاح للراسخين في حب الخير. Twitter:hebaalebrahim