في الماضي القريب كان فوز الهلال على النصر أشبه ما يكون بالروتين الممل، إذ لم لم يكن الأصفر آنذاك سوى نقطة عبور يمضي من خلالها الهلال بالنقاط الثلاث نحو مباراة أخرى، لكن النصر اليوم ليس بنصر الأمس، ولا يخفى على الجميع كيف تبدّلت حاله وأحواله، ليجد بعد السنين العجاف طريقاً مفروشاً بالورود نحو المنصات إلاّ أنّ خبرته البسيطة في حسم البطولات لم تسعفه في تحقيق ما يحشو به سجلّه المتواضع، فهو برغم كل التسهيلات التي قُدّمت له خلال هذا الموسم وما قبله لم يظفر إلا بثلاث بطولات، لكنها على أي حال أعادت الحياة والثقة لجماهيره ووضعت حداً لسنين طويلة من التخفّي والإنقطاع عن متابعة الكرة السعودية. عاد النصر متخماً كما يريده الهلال، عاد شهياً بلحمه وشحمه، يتهادى وحيداً بخُطى الواثقين، يرمق الكأس ويتحسّس عتبات المنصة، فيومئ برأسه لعشاقه أَنِ افرشوا سفرة الإحتفال وزينوها بالكيك الأصفر وأوقدوا شموع الفرح .. ولكن قدّر الله وما شاء فعل، لن أخوض بتفاصيل تلك اللحظة مراعاة لشعور البعض، فكفى بالمشهد بشاعة أن ترى النصر وهو بين أنياب الزعيم فيمضغه وكأنه لم يمضغه من قبل .. ويقول : أعطني حكماً نزيهاً واترك لي النصر .