كعادتهم وحتى يلتبس المعنى على العامة من الناس ومن المواطنين تحديداً فقد أطلق الشيرازيون هنا وتبعهم مباشرة ما يسمى بـ تيار وفاء دعوة لانشاء وتكوين لجان شعبية لتقوم بحراسة الحسينيات والمآتم والمساجد تحسباً كما قالوا من أن يحدث ما حدث في القديح او العنود. وهو دعوة كما تلاحظون تهدف للقيام بدور اجهزة الدولة المعنية بذلك والمنوط بها حفظ سلامة المواطنين وأمنهم كما أنها تهدف لتهميش الاجهزة الرسمية وزارة الداخلية والقيام بدورها ومهامها في بعض المناطق وتحديداً القرى في محاولة لعزلها واخراجها فيما يشبه تكوين دولة داخل الدولة تماماً كما في الضاحية الجنوبية في لبنان التي لا سيطرة ولا نفوذ للدولة اللبنانية عليها. وسنلاحظ انهم اختاروا تسميةً وعنواناً ربما يلقى القابلية عند الناس لجان شعبية فيما هي في الحقيقة دعوة سافرة لتكوين ميليشيات مناطقية سوف تتعزز مع مرور الوقت سلطتها لتبسط سطوتها على مناطق بعينها وتحكمها وتسيّرها وفق اجندتها وتُخرجها من دائرة ومن حدود الدولة. وهي فكرة جهنمية خطيرة استغلت حادث القديح والعنود لتدفع بها جهات وجماعات أعلنت وما زالت تعلق شعارها المعروف اسقاط النظام بل ان قادتها وبياناتها ونشراتها أعلنت مراراً انها لا تعترف بالنظام على الاطلاق. وكنا نتصور أن المعارضة اليسارية والقومية ستبادر بإصدار بياناتها او حتى مجرد تصريحات تستنكر فيها هذه الدعوة وترفضها جملةً وتفصيلاً على الأقل لتنسجم مع شعار السلمية والدولة المدنية الذي تردده في كل شاردة وواردة وتنساه او بالأدق تتناساه أمام هكذا دعوات تضرب السلمية وتصيب الدولة المدنية في مقتل. إنها دعوة لم تنتج من فراغ بل أطلقتها هذه الجماعات في توقيت مقصود فمناخ المنطقة وهو مناخ خطير مناخ انتشرت فيه الميليشيات المسلحة من كل شاكلةٍ ولون وأصبحت أداة من أدوات تقسيم المنطقة وتفتيتها وتمزيقها. وكون الدعوة تخرج علناً في هذا المناخ الميليشياوي بامتياز تحتاج الى من يتصدى لها في مهدها وقبل ان يتم ترتيب اجراءاتها وخطواتها المضمرة. والتصدي لها ليس من مهام أجهزة الدولة فقط بل هي مهمة المهمات لكل القوى الوطنية قاطبةً وقوى المجتمع المدني والاهلي من جمعيات وأندية ونقابات مهنية ومنابر دينية ومن كتاب ومثقفين ومؤسسات.. ولا تستصغروها او تستهينوا بها فقد علمتنا تجربة 14 فبراير 2011 ان المؤامرة الانقلابية بدأت صغيرة وأشاعوا واذاعواوعمموا بين الناس أنهم مجرد مجموعات شبابية بسيطة وعندما نفذوا الخطوة الاولى في المؤامرة وفتحوا الباب لهم اندفعوا جميعهم وبكل اعدادهم وعتادهم ليحتلوا الدوار ولتبدأ بعد ذلك التداعيات التي تعرفونها بكل كارثيتها. وحتى لا نُلدغ من جحرٍ مرتين وحتى لا تتكرر المحاولة الانقلابية بخطة وبشكل آخر ينبغي بل يتوجب علينا وفي مقدمتنا الاجهزة الرسمية المعنية اجهاض الفكرة الشيطانية الخطيرة وهي لم تزل مجرد دعوة أطلقوها لجس نبض الدولة من جهة وللتحشيد لها من جهة اخرى. وفكرة تكوين ميليشيات فكرة قديمة عند هذه الجماعات ولعلكم تستذكرون معي هنا دعوة علي سلمان عندما كان نائباً في البرلمان فاقترح تكوين لجان شعبية لحماية سكان بعض الاحياء في المنامة من تجاوزات العمالة الاجنبية وها هي الفكرة والدعوة تعود من جديد مستفيدةً من احداث معينة لتمريرها وتسويغها في بلادنا. وتوقعوا وسط هذه الاجواء والاحداث التي تمر بها منطقتنا دعواتٍ وأفكار مشابهة ستخرج من هذه الجماعات تحديداً مستغلة الفرصة لتنفيذ اجندتها ومشروعها المؤجل الذي تنتظر الفرصة المهيأة والمناسبة للعودة له من جديد وتنفيذه.. وهذه هي خلاصة تجربتنا مع هذه الجماعات والتيارات.. فهل نحذر.؟؟