تنفيذا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز المشددة على أهمية الإنصات للمواطنين والاستماع لمطالبهم وتنفيذ الخدمات التي يحتاجون إليها على أعلى المستويات، دشن صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار منهجا إداريا فريدا يقضي بأن يعمل نواب الرئيس والقيادات العليا في الهيئة لمدة أسبوع بمكاتب الهيئة الفرعية في المناطق، على أن يعمل مديرو الفروع في المركز الرئيس كقيادات عليا ضمن ورش العمل التي أطلقتها الهيئة لتدريبهم على مشروع التطوير الشامل. ويهدف قرار الأمير سلطان بن سلمان إلى إخراج القيادات العليا وصناع القرار من دائرة المعتاد، إلى جانب نقل تجربة العمل الميداني إلى القيادات العليا في الهيئة المعنيين بالتخطيط الاستراتيجي وتحديد مسارات العمل الحالية والمستقبلية ليتعرفوا على المعوقات والصعوبات والتحديات التي تواجه فريق العمل التنفيذي في مكاتب وفروع الهيئة المنتشرة في مناطق المملكة المختلفة. المشروع يهدف أيضا إلى الاستماع لمديري الفروع والالتقاء بالمواطنين والمقيمين واستيعاب رؤاهم وأفكارهم وتحويلها إلى مبادرات تدرج ضمن الخطط الاستراتيجية التي تعمل الهيئة على صياغتها وبلورتها ضمن مشروع التطوير الشامل. وبحسب معلومات (عكاظ) فإن نائب الرئيس المكلف بالعمل الميداني في الفروع لمدة 10 أيام يقدم في نهاية أيام تكليفه تقريرا عن أبرز ما رصده خلال عمله الميداني، الذي يجب أن يشمل زيارات للقرى التراثية والمواقع السياحية والمتاحف ومشاريع الحرف والصناعات اليدوية ولقاء مع عموم موظفي الفرع وكذلك الالتقاء بشركاء الهيئة من مؤسسات الدولة أو مؤسسات القطاع الخاص في المناطق. القرار الذي تمت المباشرة في تنفيذه هذا الأسبوع ولمدة 10 أيام يأتي استكمالا لمنظومة عمل جديدة أطلقها سمو الرئيس تحت مظلة مشروع التطوير الشامل وهو برنامج يهدف لتسريع وتيرة العمل والإنجاز ليلمسه المواطن ويشعر به على أرض الواقع، فضلا عن متابعة مسارات الهيئة المتعددة في مجالات السياحة والاستثمار والتراث الحضاري الوطني والعناية بالشركاء وإدارة المشاريع الميدانية المتقاطعة مع مؤسسات وقطاعات شريكة. وقد قدمت الهيئة العامة للسياحة والآثار سلسلة مبادرات إدارية متميزة، من بينها عقد اجتماعات القيادات العليا في الهيئة في المناطق التي تشهد تنفيذ مشاريع، ولعل آخرها الاجتماع الذي رأسه الأمير سلطان بن سلمان وضم نحو 10 من كبار قياديي الهيئة في قرية تراثية تم ترميمها في محافظة الوجه بمنطقة تبوك على طريق الحج الشامي، وكذلك الاجتماع الذي عقده سمو رئيس الهيئة مع القيادات في مشروع البجيري بالدرعية التاريخية، الذي تمخض عن قرارات مهمة تهدف إلى تعزيز العمل وتوفير ممكنات ومحفزات تضمن استمراره. وتطبق الهيئة نموذج عمل إداري صارم في أداء موظفيها، يأتي في مقدمته الزي الموحد، والانضباط، وكذلك بيئة العمل التدريبية المكثفة، وتحفيز المسؤولين، وتمكينهم، إلى جانب خلق الصف الثاني من الموظفين والقياديين المؤهلين لتولي زمام المبادرة والقيادة خلال فترة وجيزة، وفي عام 2012م حصلت الهيئة على اعتراف دولي بأنظمتها الإدارية ومنحت شهادة تطبيق نظام الجودة العالمي؛ بناء على التزامها بتطبيق الجودة والمعايير القياسية في التعاملات الإدارية، وذلك وفقا للهدف الرامي لتحقيق التميز في كافة الأنشطة (التخصصية والإدارية) وبناء ثقافة مؤسسية متميزة وريادية على مستوى القطاعين العام والخاص. كما فازت الهيئة بالمركز الأول وحصلت على جائزة أفضل بيئة عمل في إطار المنهج الساعي إلى إيجاد بيئة عمل متطورة محكومة بالضوابط ذاتها التي تعمل من خلالها المؤسسات الحكومية، ولكن بأسلوب جديد يتوافق مع تطلعات القيادة للتميز ويواكب مستجدات العصر، وحاجة قطاعات الدولة للتطوير العميق في أدائها ليواكب النمو الكبير في الاقتصاد الوطني والتنمية المتسارعة في البلاد.