حذرت فصائل فلسطينية تعارض المفاوضات مع إسرائيل من مغبة فرض حل أميركي للقضية الفلسطينية، في وقت تظاهر مئات الفلسطينيين في غزة ضد المفاوضات، كما أظهر استطلاع للرأي العام معارضة أكثر من نصف الفلسطينيين استمرارها. جاء ذلك في وقت اجتمع الرئيس محمود عباس مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري في مدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية أمس. وقالت حركة «حماس» في بيان إن «زيارة كيري غير مرحب بها، وتوفر غطاء للاحتلال للاستمرار في جرائمه». وأضافت أن «على كيري أن يعلم أن المفاوضات الجارية لا تمثل الشعب الفلسطيني، وأن عباس غير مفوض فلسطينياً بإجراء أي مفاوضات، أو التوصل إلى نتائج، وأن أي نتائج يتم التوصل إليها لا تُلزم شعبنا، ولا يمكن السماح بتمريرها». من جهته، حذر عضو اللجنة المركزية لـ «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» جميل مزهر من «محاولات أميركية بالاتفاق مع حكومة الاحتلال للضغط على السلطة الفلسطينية لفرض حل على حساب حقوقنا الوطنية في مقابل رشوة مالية وابتزاز وامتيازات هنا وهناك»، في إشارة إلى مبلغ الـ75 مليون الذي قدمه كيري للسلطة. واعتبر في تصريح أن «شعبنا الفلسطيني ناضل وقدّم تضحيات جسام من أجل إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، وضمان حق العودة، وأي حل يتجاوز هذه الحقوق لن يقبله، ولا أحد مفوض بالتنازل عنها». ولفت إلى أن «أخطر ما تسعى إليه حكومة الاحتلال الفاشية وتحالف ليبرمان - نتانياهو حل أسوأ من اتفاقات أوسلو يقوم على دولة ذات حدود موقتة يُراد منها أن تكون حلاً نهائياً في إطار الحكم الذاتي، بعيداً عن قضيتي القدس واللاجئين، ويستجيب للرؤية الإسرائيلية والأميركية». وأشار إلى أن «أقصى ما يطرحه الاحتلال الصهيوني في خصوص القدس ضم الأحياء العربية لما يسمى الدولة الفلسطينية، والمستوطنات والأحياء اليهودية لدولة الكيان، والمسجد الأقصى والأحياء القديمة تخضع لسيطرة دولية». بدورها، طالبت «الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين» الفريق الفلسطيني المفاوض «بالانسحاب من المفاوضات العبثية والعقيمة التي وصلت إلى طريق مسدود وتستغلها إسرائيل للاستمرار في سياسة الاستيطان وبناء الجدار العازل والحصار والقتل وتهويد القدس». وقال عضو المكتب السياسي للجبهة زياد جرغون خلال اعتصام نظمته في غزة احتجاجاً على زيارة كيري والسياسة الأميركية، إن «إسرائيل تستقبل كيري بموجة استيطانية جديدة تهدف لبناء آلاف الوحدات الاستيطانية». وأضاف أن إسرائيل «مطمئنة إلى أن الإدارة الأميركية لن تحرك ساكناً، والوفد الفلسطيني المفاوض الذي أدمن التفاوض سيستمر في سياسته العبثية والعقيمة التي تشرعن الاستيطان، ما يجعل التوسع غير المسبوق في النشاطات الاستيطانية أهم إنجازات جولة كيري». ودعا إلى «خريطة طريق وطنية لحماية المصالح والحقوق الوطنية الفلسطينية، وقطع العلاقة مع دولة الاحتلال، وتجاوز اتفاقات أوسلو، وإلغاء اتفاق باريس الاقتصادي، واعتبار دولة إسرائيل دولة تمييز عنصري، والذهاب إلى الأمم المتحدة لانضمام فلسطين إلى جميع مؤسساتها وهيئاتها ووكالاتها، خصوصاً محكمة الجنايات الدولية لمحاسبة إسرائيل على جرائمها التي ترتكبها في حق شعبنا». وجدد دعوته إلى «تشكيل غرفة عمليات مشتركة وجبهة مقاومة موحدة للتصدي للاعتداءات الإسرائيلية، وتصعيد العمليات العسكرية ضد جيش الاحتلال وقطعان مستوطنيه». استطلاع إلى ذلك، أبدى 53.8 في المئة من الفلسطينيين معارضتهم عودة المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين برعاية أميركية، وذلك في استطلاع جديد للرأي العام أجراه مركز استطلاعات الرأي والدراسات المسحية في جامعة النجاح الوطنية خلال الفترة الواقعة بين الأول والثالث من الشهر الجاري. وأظهر الاستطلاع أن 44.2 في المئة أيد استئناف المفاوضات، فيما توقع 70.3 في المئة فشلها في التوصل إلى حل خلال الأشهر التسعة المقررة لها.