×
محافظة الرياض

الأخضر يطير للدمام الأربعاء

صورة الخبر

لا يزال الحديث مستمرا حول إشكالية وجود المسلمين في فرنسا بوصفهم أكبر ديانة وجالية فيها. ومرة أخرى يقفزون إلى الواجهة عشية فتح نقاش كبير على المستوى الوطني حيال مطالبتهم مؤخرا بإدراج مادة الحضارة والتاريخ الإسلامي مادة تربوية وثقافية ضمن المناهج المدرسية أسوة بغيرهم، وهو الأمر الذي تقول الدولة إنها تعجز عن تحقيقه مستندة في رفضها إلى رغبتها في إدراج الجميع ضمن مكون ثقافي واحد. ADVERTISING افتتح الحوار الباحث والمفكر الفرنسي طارق إيبرو إمام مسجد «بوردو»، إحدى المدن الكبرى في فرنسا، وهو من أصول مغاربية وصاحب تأثير كبير. ودعا إيبرو المسلمين جميعا، في ندوة ثقافية حضرها كتاب وأدباء فرنسيون، إلى تفادي الصدام الآن، وإلى إخراج الدين من الصراع والتحلي بسلوك المواطَنة انطلاقا من شعار: «أوفياء للإسلام موالون للجمهورية». انتقد إيبرو في هذا الصدد المؤسسة التربوية الفرنسية التي أهملت في برامجها كل الإرث الثقافي والحضاري والفلسفي للإسلام، وفرضت فقط برامج بيداغوجية تابعة للإرث اليهودي والمسيحي، وهذا ما جعل الطلاب المسلمين لا يشعرون بأنهم ينتمون إلى الأمة الفرنسية بأي حال. وتحدث في محاضرته، التي سلط الضوء فيها على كتاب جديد «إسلام فرنسا»، عن ضرورة تأقلم الجالية المسلمة مع العقلية الغربية بشكل عام، كي تتوقف السلطات الفرنسية بدورها عن التعامل مع ملف الإسلام كقضية أمنية تتبع وزارة الداخلية، وتبدأ النظر إليه بوصفه ثقافة عريقة تستحق الاحترام. وقال: «هذا الكتاب جملة قراءات للنص ومراجعته موجّه أصلاً إلى قرّاء اللغة الفرنسيّة بعامة وربما إلى شرائح معدودة من المجتمع الفرنسي يكون المسلمون في عدادها، وفي الكتاب عرض لقضايا ميتافيزيقية وإشكالات فلسفية - لاهوتية، وهو يدعو إلى تبني قيم الحضارة والديمقراطية والعلمانية والتفاعل مع الإنسانية ككل والخروج من الخصوصية إلى الكونية». وحسب إيبرو، فإن «توطيد مفهوم العمل في الثقافة الإيمانية أهم ما يمكن للمسلمين القيام به إن أرادوا رد تهمة الإرهاب عنهم التي تلاحقهم منذ هجوم باريس و(شارلي إيبدو)، فالرسالة الروحية فقط هي ما يجب أن يأخذه مسلمو الغرب إن أرادوا البقاء في بلاد لا يمكن تغيير وجهتها وقيمها. الإسلام بنى حضارة نعم، لكن يجب أن يتعامل المسلمون في الوقت الحالي مع الحضارات ويتكاملوا معها». وقال عن المجلس الأعلى للديانة الإسلامية في باريس، إنه أكثر من ساهم في تغييب صورة المسلمين في ظل غياب أي نشاط إعلامي سياسي اجتماعي فعال، ولذلك يجب العمل على استخدام أدوات الثقافة الراهنة المتطورة، من أجل رد الاتهام عنا بالقول: «أين المشروع الثقافي؟ ولماذا يتم السكوت عن تخريب تاريخ وإرث كاملين والاستعانة بغيرهما؟».