×
محافظة المنطقة الشرقية

تكثيف حملات التفتيش على العمالة المخالفة بالخفجي

صورة الخبر

الرجال يصنعون مجدهم بأيديهم.. بصلابتهم وعزيمتهم وإصرارهم على تحدّي صعاب الحياة، يشقون طريقهم ويصارعون الأمواج للوصول إلى هدفهم ومبتغاهم في العمل على رفعة الوطن وخدمة مواطنيه. والمرحوم -بإذن الله- فيصل حسين الصايغ أحد أولئك الرجال الذين حفروا أسماءهم بأحرف من نور في سجلات الوطنية السعودية.. هو مدير عام الزكاة والدخل بجدة الأسبق، الذي كرّس كل حياته وجهده وعطائه في خدمة الناس، وقضاء حوائجهم، ومساندة كل فقير ومحتاج.. كان رحمه الله محبًّا وعاشقًا لعمل الخير ودؤوبًا في إسعاد كل من طلب العون والمساعدة.. فأصبح قدوة حسنة لابد وأن يقتدى بها جيل الكبار والشباب معًا؛ لأنها صورة مضيئة للعمل الصالح وفعل الخير.. وقد كان صديقًا وأخًا عزيزًا غاليًا، عشنا سويًا أيامًا لا تُنسى، وكلّما ورد اسمه -رحمه الله- في أية مناسبة لابد أن أعود بالذاكرة إلى مواقفنا معًا، وذكرياتنا التي مثلت مساحة كبيرة من مسيرتنا وحياتنا، نتذكرها بكل الحب والمودة.. كنت أستقبله بكل الحب والحفاوة كل يوم اثنين من كل أسبوع في الضمان الاجتماعي، حيث نذهب سويًّا إلى استراحة الاثنانية على البحر في مدينة جدة.. نجلس سويًّا ونتناقش ونتحاور في أمور شتى وموج البحر يشاركنا أحاديث الأخوة والصداقة، فيداعبنا بمياهه على أقدامنا المتدلية إليه.. كنا نتبادل أطراف الحديث ونتعمق في المناقشة بما فيه الخير للجميع وبما يدعم رسالة الوطن في رعاية الفقراء والمحتاجين لأنه كان عاشقًا ومحبًّا لهذا العمل الذي ابتغى منه مرضاة الله سبحانه وتعالى ورضاه، وتنفيذًا لوصايا الإسلام والرسول صلى الله عليه وسلم في مساعدة المحتاجين والفقراء، وإيصال الزكاة لمستحقيها، وحث الأغنياء على العطاء والجود والكرم. هكذا كانت حياة المرحوم -بإذن الله- فيصل الصايغ مليئة بالعمل والعطاء والإخلاص لوطنه، أولاً، ثم للناس جميعًا، فنال حبهم ووفاءهم، وهأنا أحد أصدقائه القدامى لا يمكن أن أنساه أبدًا؛ لأنه صورة مشرفة لنا جميعًا، وعلامة من علامات الزهد في الحياة، ورمز من رموز عمل الخير والبذل والعطاء. ونحن نتذكر -المغفور له- فيصل الصايغ لابد أن نتذكر أعماله ومسيرته الحافلة بالأعمال الخيرة الصادقة الطيبة.. وما كان يشعر به تجاه الفقراء والمحتاجين، وتجاه كل من يطلب المساعدة حتى ولو بالنصح والإرشاد، فكان -رحمه الله- لا يبخل بكلمة طيبة، أو جهد مشكور، أو عطاء جزيل، ولهذه الأسباب فإن شخصية كبيرة مثل شخصية فيصل الصايغ -رحمه الله- لا يمكن أن تنسى وستظل ذكراه العطرة تحيطنا في كل زمان ومكان.. لعل الجيل الحالي من الشباب والأجيال القادمة تجعله وأمثاله قدوة لهم في حب الوطن والعمل المخلص والعطاء بلا حدود. وبالرغم من رحيله عن الدنيا نحسبه عند الله في الجنة، إلاّ أنه باقٍ في قلوبنا وباقٍ في عقولنا ونفوسنا، ومستمر في تصرفاتنا وسلوكياتنا لعلنا نوفي جزءًا من عطائه اللامحدود للوطن وللناس جميعًا.. فبمثل هذه الذكريات العطرة نستمد منها القوة والإرادة والعزيمة لمواصلة طريق أحبائنا الذين فارقونا، ويستمد منها جيل الشباب العظة والموعظة، ويتعلم منها الكثير من أمور الحياة.. لقد كان المرحوم -بإذن الله- فيصل حسين الصايغ -ولا يزال- في قلوبنا جميعًا.. في قلوب أهله وأصدقائه وأحبائه الذين أخلصوا في صداقاتهم، وها هم يتذكرونه بكل الحب والوفاء.. وعلى وقع هذه الذكرى تسير الحياة بقدوتنا من الرجال الذين صنعوا تاريخنا، وضحوا بوقتهم وجهدهم من أجل رفعة هذا الوطن العزيز، ورفعة أبنائه البررة والأوفياء المخلصين.