لا أعرف أين ذهب الدكتور عبد العزيز أبو زنادة فهذا الشخص المدجج بخبرات وتجارب غير عادية في مجال الحياة الفطرية وإنمائها في المملكة عاد واختفى عن الساحة بعد مغادرته المنصب تماما. وأنا هنا أسوقه كنموذج في عدم استفادتنا من التجارب والخبرات التراكمية لدى بعض الخبراء الذين يغادرون مناصبهم الحكومية أو غير الحكومية أسوة بما تفعل الدول والأمم الأخرى ولو كان الأمر بيدي لوضعته مبعوثا وطنيا للحياة الفطرية في البلاد التي تعاني من غياب هذه الثقافة كليا وشح شديد في الدراسات يضاف لكل أشكال الدمار الهائل الذي تتعرض له الطبيعة مع سبق الإصرار والترصد. أعرف أن جملة من الشركات الكبرى التي استحدثت أقساما للمسؤولية الاجتماعية وكذلك المؤسسات المانحة تخصص اعتمادات مالية لخدمة المجتمع وأحيانا تعيد بعض بنود ميزانياتها لعدم كفاءة البرامج والمشاريـع التي تتجاوز فكرة كيس الرز والسكر لكن تظل عاجزة عن توظيف أو ابتكار مشاريـع بديلة هي من صميم عمل مؤسسات المجتمع المدني الغائبة عن الساحة والتي يفترض أن تقوم هذه الشركات ببرامج مساندة لوقف هذه الانتهاكات في مجال الحياة الفطرية وإنمائها. ولكي لا أظلم الدكتور أبو زنادة فإن الرجل الذي غادر الساحة ترك وراءه أثرا بعد أن رصد تجربته الثرية في الحياة الفطرية في كتاب جميل (المسيرتان) وحقيقة تفاجأت بالتجارب والأحداث التي صاحبت تجربة المملكة في هذا الشأن والتي وردت في الكتاب وأشك أن يكون أحد قد قرأ هذا الكتاب أو اطلع عليه حتى من المهتمين بالبيئة أو الحياة الفطرية وإعاده إنمائها.. Alholyan@hotmail.com