طالب مدير قسم الأطفال واستشاري أمراض الأطفال الوراثية والاستقلابية الدكتور يوسف هوساوي، ورئيس الملتقى الدولي للأمراض الوراثية المنعقد في المنطقة الشرقية بإدراج المزيد من الأمراض الوراثية لقائمة فحص مقابل الزواج كمرض ضمور العضلات الشوكي الوراثي، وذلك لزيادة نسبة الأمراض الجنينة في المملكة حيث تبلغ على مستوى العالم 3%، بينما تزيد هذه النسبة في المملكة العربية السعودية إلى مايقارب 4% ، مبيناً بأن من أكثر الأمراض الوراثية انتشارا في المملكة هي فقر الدم المنجلي، وأنيميا البحر البيض المتوسط «الثلاسيميا» وهذه أدرجت في فحص ما قبل الزواج . وقال الدكتور هوساوي بأن الأمراض الوراثية قد تكون محددة بمناطق معينة، فأمراض الدم مثل أنيميا البحر الأبيض المتوسط «الثلاسيميا» وفقر الدم منتشرة بشكل أكبر في المنطقة الشرقية والمنطقة الجنوبية، وهناك مناطق أخرى فيها أمراض استقلابية أخرى كالمنطقة الوسطى؛ حيث أمراض حموضة الدم بشكل أكبر عن غيرها من المناطق، كما أن هناك عدة مستشفيات بالمملكة لديها نسب من أمراض النخاع الشوكي العضلي، مشيراً إلى أن مستشفى التخصصي بالدمام في طور إنشاء سجل خاص بالأمراض الجينية والاستقلابية لتوفر احصائيات دقيقة عن نسب الإصابات بالأمراض الوراثية في مختلف محافظات المنطقة. جاء ذلك عقب افتتاح فعاليات الملتقى الدولي للأمراض الوراثية المنعقد في المنطقة الشرقية أمس، برعاية وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة، وحضور مدير مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام الدكتور خالد الشيباني، وبمشاركة أكثر من 15 متحدثا دوليا ومحليا. وقال الدكتور هوساوي «إن الهدف الأول للملتقى هو التعريف بالأمراض الجينية والوراثية ونشر الوعي عنها بين الأطباء والمرضى، بسبب تكاثر وزيادة الحالات للأمراض الوراثية والجينية بالمملكة، ومعروف أن هذه الأمراض تنتج بسبب زيادة التزاوج بين الأقارب، ولا بد أن يفهم بأنها يمكن حدوثها حتى لو لم تكن دائرة الزواج بين الأقارب، ولكن زواج الأقارب يزيد النسبة، والمملكة تعد من أعلى دول العالم في نسبة الزواج بين الأقارب والتي تقارب 60 بالمئة». وأضاف، بأن الهدف الثاني هو مواكبة التطورات العلمية العالمية السريعة في علم الجينات والوراثة، وقال «إن من المهم جدا التوصل والمواكبة في طرق التشخيص وطرق المنع، ومعظم الأمراض الوراثية لا يوجد لها علاج نهائي، لذا فإن أفضل طريقة لها هي المنع، وهي ما يسمى التشخيص المبكر ما قبل زراعة الجنين في الرحم بطريقة مبسطة يشبه فيها طفل الأنابيب، وإذا عرف المرض يفحص في خلايا الجنين إذا كانت سليمة تؤخذ الخلايا من الأنابيب وتزرع في رحم الأم، وهذا سوف يوفر الكثير من تكاليف الرعاية الصحية، وهي تكاليف عالية جدا كونها لا يوجد لها علاج، ونسبة إشغال السرر في المستشفيات تعد نسبتها عالية للحالات المزمنة، فمنها سوف يخفف من نسبة إشغال هذه السرر بالحالات المرضية المزمنة». من جهته أوضح المدير العام التنفيذي لمستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام الدكتور خالد بن محمد الشيباني بأن إقامة هذا الملتقى بما يحتويه من محاضرات علمية وورش عملية، يهدف إلى تسليط الضوء على أحدث المستجدات والتطورات في علم الجينات لتواكب بذلك المملكة المراكز العلمية المتقدمة لتشخيص هذه الأمراض، موضحا بأن الإصابة بالأمراض الوراثية يسجل معدلا مرتفعا في منطقة الخليج والمملكة، وذلك بسبب زواج الأقارب الذي يشكل 60 % من إجمالي تعداد الزيجات بالمملكة. هذا وقد شهد الملتقى في اليوم الأول عقد جلسات علمية وورش عمل تجرى من خلالها مقابلات ونقاشات مع خبراء مختصين في مجال الأمراض الوراثية والاستقلابية، كما سيتطرق الملتقى الى مناقشة أبرز وأحدث المستجدات والتطورات في علم الجينات نظرا لكون الأمراض الوراثية تسجل معدلا مرتفعا في منطقة الخليج والمملكة بسبب زواج الأقارب.