خرج آلاف العلماء في تظاهرة نادرة مناهضة للحكومة أمس السبت (6 يونيو/ حزيران 20015) مع تصاعد المخاوف من أن تطاولهم حملة القمع التي شنها الكرملين على الإعلام ونشطاء حقوق الإنسان والمعارضة. وخرج آلاف من المحتجين من بينهم علماء ومفكرون إلى شوارع موسكو للإعراب عن مخاوفهم على مستقبل البحث العلمي الذي أصبح يواجه صعوبات تتمثل في الإجراءات الروتينية وسوء الإدارة. وانضم عدد من رموز المعارضة من بينهم الناشط الكسي نافالني إلى التظاهرة. وحمل المتظاهرون لافتات كتب عليها «السلطات تخنق العلم» و»الحائزون جوائز نوبل عملاء أجانب»، و»بوتين لا يمكنه حل المشاكل، لأنه هو المشكلة». وقال بوريس شتيرن عالم الفيزياء الفلكية أمام المحتجين «للأسف فالعلم يموت موتاً بطيئاً. والتقدم الهائل للجهل تدعمه وسائل الإعلام والسلطات». وتمت الدعوة إلى التظاهرة في الأصل دعماً لمؤسسة خاصة كبيرة تعرض مؤسسها الشهير بأعماله الخيرية ديمتري زيمين (82 عاماً) للانتقاد لتمويله العلوم في روسيا بمصادر من خارج البلاد. ويتزايد الاستياء بين العلماء منذ أشهر، إلا أن حملة القمع ضد مؤسسة «ديناستي» أشعلت الغضب والدهشة. وفي أواخر مايو/ أيار أضافت وزارة العدل مؤسسة «ديناستي» إلى قائمة «العملاء الأجانب» بموجب قانون يقول رافضوه إنه يهدف إلى إسكات منتقدي الرئيس فلاديمير بوتين. وهدد زيمين، مهندس اللاسلكي المرموق السابق الذي أنفق ملايين الدولارات على البحث العلمي، بإغلاق المؤسسة، وطالب باعتذار السلطات وغادر روسيا مؤقتاً. وقال مراسل وكالة «فرانس برس» إن نحو 2000 شخص شاركوا في التظاهرة، في حين قال نشطاء أن عدد المشاركين قارب 3500 شخص. وفي مايو وافق البرلمان الروسي على قانون مثير للجدل يسمح للسلطات بمنع المنظمات الأجنبية التي لها مكاتب في روسيا وتعتبرها الدولة «غير مرغوب فيها». ويأتي هذا النص ليستكمل قانوناً أقر في 2012 يجبر المنظمات غير الحكومية التي تتلقى تمويلاً أجنبياً وتقوم «بنشاط سياسي» على أن تتسجل بصفتها «عميلة للخارج».