شبكات التواصل الاجتماعي أصبحت "إعلام الأفراد" الذي تهتم به مؤسسات الإعلام، ومنح الفرد حرية التعبير لكن تأثيره محدود إذا لم يخدم بمشاهير ونجوم شبكات التواصل الاجتماعي، وهم إما مشاهير سابقا في مجالاتهم أو إعلاميون متابعون من الجمهور أو أفراد صنعوا نجوميتهم بأنفسهم وبتفردهم وإبداعهم. شبكات التواصل الاجتماعي منحت الإنسان حرية النشر حتى لو لم يكن يُعلق على تغريداته وصوره أحد غير أقاربه.. ومنحته حرية التواصل مع نجوم وشخصيات كان يحلم أن يلتقي بهم، كل هذا معروف لدى القارئ الذي سيزيد أن شبكات التواصل وبالذات "تويتر" أصبحت صوت المواطن وعين المسؤول والرقيب على مؤسسات الدولة، وسيستشهد بكثير من قصص التأثير والتغيير التي انطلقت من "تويتر". ليست تلك فقط أفضال "تويتر"، بل زد عليها أنه كشف المستور ونزع الحجاب، فظهر كل فرد على حقيقته يحفظ هيبته ووقاره، وبلا حاشية تصفق له في المحافل، فظهر كل إنسان منفردا بفكره وعقله ولسانه وأدبه وعلمه، فعرف الناس قدر كل شخص ومستوى علم كل مغرد، كما عرف ضحالة فكر ذاك الكبير، وبذاءة لسان هذا الكاتب أو الإعلامي، وقلة أدب ذلك الناشط الاجتماعي.. فأصبح ميزان علم وفكر وأخلاق كل مغرد هو "صفحته في تويتر"..! كان "الرقيب" مكروها مذموما، لكن بعد "تويتر" أصبحنا ندرك أهمية "الرقيب" وفضله على ذوقنا وعقولنا، بعدما رأينا كاتبا يصول ويجول في تويتر بألفاظه البذيئة، مدعيا أنه نصير المواطن والمدافع عن قضايا البسطاء..! وأصبحنا نحتاج رقيبا يدقق تغريدات كل من يعتقد نفسه كبيرا لكي "لا يفضح نفسه ويفضحنا"، فذاك برلماني نال من الشهادات العليا، ثم يظهر في "تويتر" لا يحسن الكتابة ولا أدب الحوار، يتخبط في تغريداته بلا لغة وبلا أدب وبلا فكرة إلا أنه يهاجم ويتحدى فقط، ربما يحمل مشروعا جميلا لكن سلاحه خاسر..! عزيزي المغرد.. ربما تعتقد أن "تويتر" بلا رقيب، لكن اعلم أن كل متابع لك هو "مقيّم"، وكل تغريدة تشارك في رسم صورتك في ذهنه