×
محافظة المنطقة الشرقية

عام / انطلاق الدورة "31" للمكتب التنفيذي للمجلس الوزاري العربي للكهرباء غدا

صورة الخبر

ليس هناك على وجه الأرض شخص أكثر مني سرورا باجتماع السعوديين لتشييع الأبطال شهداء محاولة تفجير مسجد الإمام الحسين بحي العنود بالدمام. وليس هناك، أيضا، من هو أكثر مني حساسية لكل ما هو طائفي، صغر أو كبر. ولذلك، تبعا لرفض الوطن كله لهذه الجرائم الإرهابية وتضامن مواطنيه مع أسر الشهداء وإصرارهم على رفض جرنا إلى فتنة عمياء، سأعتبر أن ما رفعته قلة، في مشهد التشييع، من بعض الشعارات المنفعلة، هو بمثابة تصرف فردي انفعالي سرعان ما تمتصه حكمة العقلاء والجموع التي رفعت في نفس المشهد شعار: (لا للطائفية). المشايخ والمسؤولون والمثقفون والإعلاميون والمواطنون الذين تدفقوا من كل أرجاء المملكة على القطيف والدمام ليستنكروا حادثتي القديح ومسجد العنود، أرادوا مع إخوانهم من أهل المنطقة أن يبنوا جدارا حقيقيا منيعا يصد الإرهاب الذي ينشط هذه الأيام ليقوض أمننا الوطني وسلامتنا الاجتماعية. ولكي يرتفع هذا الجدار ويزداد صلابة لا بد من أن يمارس فعلا توعويا تثقيفيا ممن يملكون أدوات ووسائل هذا الفعل لكي تنزع من النفوس والقلوب كل احتمالات التفرق والتنازع. التعليم، عبر مراحله الأولية الثلاث، لديه دور أساسي في ذلك، إذ إن ما يقوله الواعظ أو المثقف أو الإعلامي لا بد أن يسمعه الطالب في المدرسة ويقرأه في المنهج لكي يترسخ لديه بأن مدار الانتماء للأرض هو عنصر المواطنة الذي يصهـر الجميع في بوتقة بنائه والدفاع عنه وعن مكتسباته. فضلا عن كون المواطنة، بقدر ما تعطي من الحقوق، ترتب واجبات ومسؤوليات على المواطن الذي يؤكد سلوكه وتصرفاته أنه مع سلامة الوطن وضد كل أعدائه، أيا كان انتماؤهم الفكري وأيا كانت مشاربهم المذهبية. من الآن وصاعدا، بعد أن استرخينا طويلا في العقود السابقة، علينا أن نحسن ونحكم، كل من موقعه وفيما يخصه، تحصين وطننا ضد الطائفية والطائفيين كما نحصنه الآن، بمشاهد وطنية رائعة ومتضامنة، ضد الإرهاب والإرهابيين. وما يترتب على كل مواطن، قبل كل مسؤول، ألا يستصغر من أمر الطائفية شيئا أو يهون من بعض مظاهرها وأشكالها وألفاظها، لأن ما يبدو صغيرا الآن يكبر مع الوقت من جراء النفخ فيه من قبل من يستهدفوننا من مسوقي بضائع الطائفية في الداخل والخارج..