حضّ رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري، كل الدول على تضافر الجهود للقضاء على خطر الإرهاب، وعدم السماح له بـ «تغيير أفكارنا ومعتقداتنا وأنماط حياتنا التي اخترناها». وأعرب عن أمله خلال كلمة أمام البرلمان الأوروبي، الليلة قبل الماضية، عن أمله في أن يتقدّم «المجتمع الدولي خطوة إضافية ويتفاعل إيجاباً مع الخطة الإنسانية الجديدة»، فيما حذر نائب رئيس الوزراء صالح المطلك أمس، من «كارثة إنسانية وشيكة تعصف بالنازحين، مع تعاظم مشكلاتهم الإنسانية والصحية والإيوائية». وقال الجبوري إن «العراق الذي ينزف اليوم من دم أبنائه وأرواحهم، ومن الإرث الحضاري الإنساني، بسبب حملة مسعورة من الأرهاب طاولت مقدراته وشعبه ومؤسساته، وعبثت بمستقبله كعضو فاعل في المجتمع الدولي لطالما مدّ يد العون للشعوب والمنظمات الدولية». وأكد أن «العراق اليوم، بقواه السياسية والأمنية والشعبية، في مواجهة إرهاب دولي ساحته الحالية البلاد، لكنه يستهدف المجتمع الدولي والحضارة الإنسانية بأسرها، إذ لا يعرف حدوداً ولا يستثني أحداً، لذلك لا بد من تضافر جهود كل الدول والمنظمات والمهتمين للقضاء على هذا الخطر، وعدم السماح للإرهابيين وتمكينهم من تغيير أفكارنا ومعتقداتنا وأنماط حياتنا التي اخترناها». وأشار الى أن «مواجهة الإرهاب استثمار مهم في مستقبل أبنائنا وبناتنا وشعوبنا، لتنعم بالحرية والعيش الكريم وفقاً لحقوق الإنسان وكرامته». ولفت الى أن «تضامن المانحين وسخاءهم، ساهما في تخفيف وطأة المعاناة، وإنقاذ حياة مئات الآلاف من النساء والرجال والأطفال، وتوفير المأوى والمأكل والعلاج والتعليم، إلا أن العبء ثقيل والحاجات كثيرة والظروف معقدة»، وأعرب عن أمله في أن «يتقدم المجتمع الدولي خطوة إضافية ويتفاعل إيجاباً مع الخطة الإنسانية الجديدة. فالأزمة قد تفاقمت، خصوصاً بعد الهجوم الأرهابي الآثم على الرمادي في محافظة الأنبار». وتابع أن «حجم التحديات التي يواجهها العراق اليوم، قد تجاوز قدراته»، مشيراً الى أنه «كان عبر تاريخه الطويل، في قائمة المانحين وقد قدّم الكثير من الدعم للآخرين، سواء في مجال الإغاثة أو التعليم أو التنمية. بيد أن الظروف التي يمر بها اليوم، وما صاحبها من انخفاض حاد في أسعار النفط، جعلت من غير الممكن لبلادنا مقابلة احتياجات ملايين النازحين والمتأثرين نتيجة الحرب ضد الإرهاب الداعشي، الذي فاقت قسوته حدود التصوّر وتخطى كل المحرمات والقوانين السماوية والأرضية». وأوضح: «على رغم كل هذه الصعاب، فقد قامت الحكومة العراقية برصد ملايين الدولارات لمساعدة النازحين، كما قامت بإنشاء أجهزة مختصّة داخل الحكومة تعمل حصراً على تقصّي أوضاع النازحين والمتأثرين بالعنف، وتقديم الخدمات الضرورية لهم». وأشاد بـ «الجهود التي تقوم بها المنظمات الإنسانية غير الحكومية منها. فقد ظلّت هذه المنظمات تعمل تحت وطأة ظروف أمنية خطرة، وتصل الى المحتاجين في أماكن لا تستطيع الحكومة وأجهزتها الوصول إليها. فلهم جميعاً الشكر والعرفان». إلى ذلك، حذّر المطلك خلال لقائه مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون العراق بيرت ماكغورك، في بغداد أمس، من «كارثة إنسانية وشيكة تعصف بالنازحين، مع تعاظم مشكلاتهم الإنسانية والصحية والإيوائية، لا سيما أن أعدادهم في تزايد مستمر، في مقابل دعم حكومي ودولي متواضع».