لم تقتصر مطالب أهالي منطقة خت في رأس الخيمة، على الشوارع الداخلية وعلى تشييد المزيد من المنازل السكنية، إنما ركز أصحابها في مطالبهم على تحويل المنطقة إلى منطقة سياحية بامتياز، لما تحويه من مقومات السياحة بطبيعتها الزراعية، وتعدد الظواهر الجغرافية فيها من جبال وسهول، وظواهر بشرية متمثلة بالقلاع والحصون والأفلاج التي شيدها الأجداد في قديم الزمان، ومازالت قائمة رغم إهمالها وعدم صيانتها. تمتد منطقة خت على مساحة 14.22 كيلو متر مربع، وتحدها سلسلة جبال من أحد أطرافها ومنطقة سيح البير الشمالي والحيل وسيح الحرف من الجوانب الأخرى، وتتميز بخصوبة تربتها، وكثرة الأفلاج والمزارع القديمة فيها، التي مازال أهلها متمسكين بحرفة الزراعة. الخليج زارت المنطقة ووقفت على أهم مطالب أهاليها: قال محمد راشد النقبي، من أهالي منطقة خت، إن المنطقة مترامية الأطراف، تبدأ من طوي البير شمالاً إلى وادي صقيل ومنطقة حبحب جنوباً، وتحدها الجبال من الشرق ومزارع منطقة الشاغي من الغرب وتوجد، فيها العديد من القرى الصغيرة، فيما يصل عدد السكان فيها نحو 4 آلاف نسمة، وبنيت مساكنها القديمة في بداية السبعينات من القرن الماضي، في حين بنيت مساكن جديدة بدعم من برنامج الشيخ زايد للإسكان، فضلاً عن المجمع السكني المتكون من 20 منزلاً من المساكن الحديثة والمؤثثة التي استلمها الأهالي من البرنامج عام 2008. وتضم المنطقة 4 مدارس، وهي تفي حاجة السكان، لقربها من مساكنهم، موضحاً أنه كان أول معلم مواطن في المدارس النظامية في عام 1967، حين رشحه الشيخ صقر بن محمد القاسمي، رحمه الله، حاكم رأس الخيمة السابق، للتدريس في المنطقة، بعدما أنهى دراسته الثانوية في قطر، واستمر في التدريس لمدة 33 عاماً، وترأس جمعية المعلمين لمدة 4 سنوات، وعين عضواً في المجلس الوطني الاتحادي. قضايا النظافة عبدالله لقيوس الشحي، من أهالي منطقة خت، أشار إلى أن المنطقة معروفة بجمال طبيعتها، وكثرة مزارعها والعيون الكبريتية فيها زادتها شهرة، موضحاً أن الخدمات الأساسية من شوارع رئيسية ومساكن ومدارس متوفرة فيها إلا أنها تحتاج لتعبيد بعض الشوارع الداخلية فيها، كما نطالب بزيادة عدد عمال النظافة في المنطقة، ومخالفة أصحاب المزارع الذين يحرقون مخلفات مزارعهم في الهواء الطلق، وتتلوث المنطقة من ذلك الدخان بشكل دوري، حتى تصل للمدارس والمنازل. وأوضح أن جمال طبيعة منطقتهم تحتاج لمن يؤطر ذلك الجمال بحديقة داخلية تتوفر فيها الخدمات، طالما كانت الأرض ومقومات إنشاء الحديقة مهيأة، كما نحتاج فعلاً لدوار لتسهيل دخولنا للمنطقة، إذ إننا حالياً نقطع 7 كيلومترات ذهاباً وإياباً لدخول المنطقة والخروج منها من خلال الشارع الرئيسي المؤدي إليها، فيما كان الشارع سابقاً قبل إغلاق فتحات الدوران يسهل دخول المنطقة من خلال تلك الفتحات، وطالبنا الجهات المختصة في وزارة الأشغال العامة بإنشاء دوار على الشارع الرئيسي ويكون الشارع المؤدي إلى المنطقة إحدى الوجهات المتصلة بالدوار. تطوير العيادة فهد خصيف النقبي، من منطقة خت، يقول: كثير من الخدمات دخلت منطقتنا بالتدريج، ولله الحمد، سواء كانت مساكن أو مدارس أو طرقاً، إلا أننا ما زلنا في أمس الحاجة لتطوير عيادة خت، وافتتاحها للعديد من الأقسام كقسم العيون والأسنان بشكل دائم، إذ يقتصر حالياً علاج الأسنان على يومين في الأسبوع، وتتطلب المنطقة حسب عدد سكانها توسعة خدماتها، إضافة إلى رصف الطرق الداخلية، فما زالت بعض المناطق لا تصلها الطرق المعبدة ولا الإنارة. حمدون محمد، أكد أن منطقة خت منطقة سياحية بامتياز، لتوفر جميع مقومات السياحة فيها، من الآثار والقلاع القديمة، والجو المعتدل نوعاً ما مقارنة ببقية المناطق الأخرى، لانتشار المزارع على بقاعها، كما يتربع أحد الفنادق السياحية على قمة هضبة جبلية، مما يزيد موقعه إبهاراً لافتاً، يتيح لزائره مشاهدة كل المناطق المطل عليها، سواء كانت مزارع أو منازل شعبية. مركز شبابي منصور علي النقبي، أحد شباب المنطقة يقول: نحتاج لمركز شبابي نمارس فيه الرياضات ونفرغ فيه طاقتنا ويستوعب جميع الأعمار، إذ تفتقر المنطقة لملاعب مؤهلة، ولمراكز اجتماعية، ونقترح استغلال مبنى مدرسة رفيدة القديم الذي بقي مغلقاً طوال السنوات الماضية، وتحويله لمركز تحفيظ قرآن، أو مركز يقدم محاضرات ودورات متنوعة. محمد علي النقبي، أحد شباب منطقة خت، يقول منطقتنا هادئة وتتدرج في التطور، في ما يخص المساكن الحديثة إذ بني مؤخراً 20 مسكناً من قبل برنامج الشيخ زايد للإسكان، وتم تأثيثها من قبل مبادرة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، قبل أن يستلمها الأهالي، وتتميز تلك المساكن الحديثة بموقعها الاستراتيجي على الشارع الرئيسي. وما زالت المنطقة تحتاج إلى مزيد من الخدمات، خاصة الشارع الذي يتكون من حارة واحدة ذهاباً وإياباً، وشهد الكثير من الحوادث المرورية منها حوادث تسبب بوفيات، كما أن بعض المناطق غير مضاءة وطرقها الداخلية غير معبدة، ومن الصعب على الزائر الذي يجهل المنطقة أن يصل إلى تلك المنازل إلا إذا كان مرافقاً لأحد أهالي المنطقة. راشد محمد راشد، من شباب المنطقة، أكد أهمية إعادة إحياء التراث الكامن في ترميم القلاع والحصون التي توجد في المنطقة، إذ يوجد فيها نحو 5 مبان قديمة، ومناطق أثرية، منها ند الزباء، وبرج المدينة المرمم والموجود ضمن حيز الفندق في أعلى الهضبة التي تطل على المنطقة بأسرها، وبرج النقبي الذي يقع في وسط المنطقة وبرج بن عنبر المحاذي لاستراحة خت القديمة، والبرج الغربي في الحارة الغربية والمربعة الموجودة ضمن حيز مدرسة البستان. كما توجد فيها أفلاج قديمة جداً، مثل فلج الثقاب وفلج سويرية وفلج النغالة وفلج البسطة وفلج اللسيلي، وفلج شلاية وفلج منبع، غير عيون المياه التي كانت في المنطقة لا تنضب منها نهائياً، وكانت هناك 3 عيون، غير الوديان المعروفة في المنطقة منها وادي يهور ووادي قليعة وواعدي وعب ووادي صقيل. مبنى متهالك حمد الشامسي مسؤول إداري في مركز خت الصحي، أكد أن المركز يخدم أكثر من 2000 مراجع ضمن المسجلين لدى المركز الذي افتتح في عام 1975، ويعتبر من أقدم المراكز الصحية في الامارة، وتتوافر في المركز عيادتين وصيدلية إضافة إلى قسم الأسنان الذي يفتتح يومين كل أسبوع، وحالياً توجد خطة جديدة لتوفير علاج الأسنان على مدار الأسبوع نظراً لازدياد أعداد المراجعين. وأكد أن مبنى المركز متهالك، وتحتاج منطقة خت لمركز صحي حديث متكامل، إذ تخدم عدة مناطق منها خت وحبحب وسيح البير والشاغي، ويغطي حالياً مركز الدقداقة الصحي القريب حالات الطوارئ. وأوضح أحمد حمد الشحي مدير إدارة الخدمات في دائرة الأشغال والخدمات العامة في رأس الخيمة، أن المخالفات المختصة بحرق مخلفات المزارع تختص بها الدائرة إذا كانت خارج أسوار المزارع، ولم تضبط الدائرة سوى مزرعة واحدة العام الماضي وتم التعامل معها وإنذارها بعدم تكرار المخالفة. ابراهيم البغام نائب مدير منطقة رأس الخيمة التعليمية أكد أن مبنى مدرسة رفيدة القديم، شاغر منذ أكثر من 7 سنوات، وخصصت المنطقة جزءاً منه كمخزن، ولم تطلب منا إحدى الجهات استغلاله، كمركز تحفيظ قرآن أو مركز للمحاضرات، والمنطقة مستعدة لدراسة الطلب لإفادة المنطقة من المبنى واستغلاله للمصلحة العام. وأوضح أن مدرسة البستان المتواجدة في المنطقة من المدارس التي بنيت في الثمانينات من القرن الماضي ضمن النموذج القروي، وهي واحدة من ضمن 8 مدارس رفعت المنطقة التعليمية طلب إحلالها، لوزارة الأشغال العامة. المركز الصحي بحاجة إلى إحلال مدير منطقة رأس الخيمة الطبية التابعة لوزارة الصحة، أكد أن مركز خت بحاجة إلى إحلال، ورفعت المنطقة طلب إحلاله لوزارة الأشغال العامة ضمن المراكز التي بحاجة إلى إحلال، موضحاً أن الخدمات الصحية مقدمة في المنطقة على مدار الساعة تقريباً في كل من مركز الدقداقة القريب من مركز خت الصحي، في حين نترقب افتتاح المستشفى القريب أيضاً من المنطقة، الكائن في منطقة الدقداقة والمقترح تخصيصه للولادة وللأطفال الخدج. وأكد منذر بن شكر الزعابي مدير عام دائرة بلدية رأس الخيمة أن البلدية أنجزت الكثير من الطرق الداخلية في منطقة خت، خاصة في المناطق الحديثة التي تم بناؤها مؤخراً، سواء كانت من قبل برنامج الشيخ زايد للاسكان، أو الشعبيات القديمة في المنطقة، وجار حصر المناطق التي لم تصلها الطرق المعبدة. وعن الحدائق الداخلية أشار الزعابي إلى أن البلدية وضعت في مخططاتها السنوية إنجاز 3حدائق سنوياً في الإمارة، فيما أنجزت خلال العام الجاري 3 حدائق داخلية في كل من العريبي والجزيرة الحمراء والمنطقة الجنوبية، وسيتم وضع منطقة خت في مخطط العام المقبل 2016 لإقامة حديقة داخلية في المنطقة تخدم الأهالي وزوار المنطقة.