تناسى الأهلي صدمة الخسارة أمام النصر في نهائي كأس صاحب السمو رئيس الدولة، وهي الهزيمة التي لم يستوعبها أبناء القلعة الحمراء حتى الآن، على اعتبار ان ما كان يفصلهم عن صناعة التاريخ هو دقيقة واحدة فقط. ويرى الأهلاوية أنهم أهدروا فرصة أن يصبحوا أول فريق يحرز الكأس 9 مرات (رقم قياسي)، وكذلك فرطوا بفرصة التواجد في دوري أبطال آسيا الموسم المقبل، وهو أمر يؤذي الفرسان معنوياً، على اعتبار انه من غير المنطقي فنياً ألا يشاركوا في دوري أبطال القارة ،وهم يملكون هذا الكم الهائل من النجوم. على كل الأحوال، رفع الأهلي شعار غداً يوم آخر، ذلك ان موسمهم لم يكن سيئاً بالمطلق فقد نالوا لقب كأس السوبر وتأهلوا إلى نهائي كأس رئيس الدولة، والأهم أنهم وصلوا إلى نهائي دوري أبطال آسيا للمرة الأولى في تاريخهم. وبالتأكيد كان بالامكان أفضل مما كان لولا بعض الخيارات الفنية السيئة بالنسبة للاعبين الأجانب، ذلك أن عدم وجود مهاجم أجنبي إلى جانب أحمد خليل من أصعب الأمور في الكثير من المباريات. ورغم ان الأهلي سجل معدلات تهديفية عالية في المباريات الأخيرة ومنها 3 أهداف أمام العين وفريق تراكتور الإيراني آسيوياً، وخمسة أهداف أمام دبي، إلا ان ذلك لا يبرر ابداً ان يلعب الفرسان بمهاجم واحد هو أحمد خليل الذي قدم خلال المباريات الخمس الأخيرة أفضل مستوى هجومي له منذ 6 سنوات تقريباً مع فريقه الأهلي. وبدا أحمد خليل مجهداً كلياً في لقاء النصر الأخير ، وتم استبداله، ليصبح الأهلي من دون مهاجم صريح، وهذه النقطة أثرت كثيراً في عدم قدرة الفرسان على حسم النتيجة خلال الوقتين الإضافيين أمام النصر، كما أنهم لم يهددوا مرمى أحمد شامبيه ولو بكرة واحدة. أما الضربة الفنية الثانية التي تلقاها الفرسان فكانت تتعلق بالمستوى المتواضع الذي ظهر عليه المغربي الدولي أسامة السعيدي، وهو ما جعل المدرب كوزمين يشركه احتياطياً بشكل دائم في المباريات الأخيرة. ورغم المستوى المعروف للسعيدي في الدوري الإنجليزي إلا انه لم يتأقلم ابدا مع الأهلي ،وأجواء الدوري الإماراتي التي تتطلب نوعية خاصة من اللاعبين، وهو ما أجاده البرازيلي ريبيرو الذي كان نقطة الثقل في صفوف الفرسان والسبب في النقلة النوعية لادائهم الفني. وبرزت إيجابيات كثيرة في صفوف الفرسان خلال المباريات الأخيرة ومنها المستوى الرائع لقلب الدفاع سالمين خميس الذي سيكون قريباً أفضل من يشغل الخط الخلفي في الإمارات بالنظر إلى الصفات الكثيرة التي يتمتع بها، وكذلك عودة أحمد خليل ليكون المهاجم الهداف في الأهلي كما هو حاله مع المنتخب. وما كان يؤخذ على أحمد خليل وبغض النظر عما يقال انه لم يكن يشارك كثيرا لأن مستواه كان يختلف ما بين النادي والمنتخب، لكن مع نيله شارة القيادة مؤخراً واعطاء ثقة إضافية له سجل أهدافاً حاسمة ،قادت فريقه إلى ما وصل إليه في نهاية الموسم. ورغم الخطأ الكارثي الذي اقترفه في النهائي إلا ان الكوري الجنوبي كيونغ كان أكثر من جيد ، ولعب في مركزي الوسط الدفاعي وقلب الدفاع. أما الحالة الإيجابية الرابعة فكان المستوى الراقي الذي قدمه حبيب الفردان بعكس ما كان عليه في بداية الموسم، وهو سيكون من العناصر المساعدة في الموسم المقبل الذي يرفع فيه الأهلاوية شعاررد الاعتبار. وبدأت إدارة الأهلي مبكراً بالتفكير بالموسم الجديد الذي سيكون أبرز عناوينه المشاركة الآسيوية، خصوصاً ان الفريق لم يعد يفصله عن النهائي سوى محطتين، والتغلب على الهلال أو نفط طهران ولخويا ليس صعباً، ولكن كل ذلك سيتعلق بنوعية اللاعبين الذين سيتعاقد معهم الأهلي. ومثلما بات معلوماً فإن الأهلي سيتخلى عن خدمات التشيلي لويس خيمنيز والمغربي أسامة السعيدي، في حين ان مصير كيونغ غير واضح ووضعه متأرجح حسب التفكير الفني الجديد للمدرب كوزمين. ويملك الأهلي لاعباً اجنبياً خامساً هو البرازيلي سياو، إلا ان مستقبله غير واضح بعدما غاب عن المنافسات طوال الموسم الماضي. وكما هي عادته فإن الأهلي يفاوض حالياً الكثير من الأسماء الكبيرة التي ستشكل إضافة ، والمهم ان أحد الأجانب القادمين سيكون رأس حربة ويقال في أروقة قلعة الفرسان إنه عالمي ومن الأسماء المعروفة في كرة القدم، على أمل ان يكون على شاكلة البرازيلي غرافيتي الذي يعد أفضل مهاجم أجنبي مثل الأهلي في تاريخه. على خط آخر، جددت شركة كرة القدم بالنادي الأهلي عقد المدافع سالمين خميس سالمين حتى عام 2019، وذلك في إطار خطة الإدارة للاحتفاظ بجميع عناصر الفريق الأول من اللاعبين المميزين. ووقع اللاعب العقد الجديد بحضور أحمد خليفة حماد المدير التنفيذي. وعبر اللاعب عن سعادته بتجديد عقده لمدة 3 سنوات قادمة، وقال : في البدء أشكر سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس النادي الأهلي لجهوده الحثيثة واهتمامه ودعمه اللا محدود للفريق وتشجيعه الدائم لنا نحو تحقيق الانتصارات، وأشكر مجلس الإدارة وعلى رأسه عبدالله بن سعيد النابودة والجهاز الفني على ثقتهم الغالية بالتجديد معي لثلاث سنوات مقبلة وأنا محظوظ بانتمائي للقلعة الحمراء وفخور بتجديد عقدي. وتابع: لم أفكر كثيراً في التجديد، أنا من أبناء النادي وهو بيتي وزملائي هم اخواني، هنا تعلمت كيف أركل الكرة، وهنا تعلمت كيف أكون مميزاً وان أدافع عن الشعار الأحمر، واواصل في الطريق الذي بدأته. واضاف: أنا سعيد بوجودي مع كوكبة متميزة من اللاعبين، يعشقون الانتصارات ومنصات التتويج، نمتلك جهازا فنيا وإداريا محنكا، تعلمنا الكثير منهم، المدرب كوزمين منحني الثقة وهو من افضل المدربين، استطعنا من خلال أول موسم تحت قيادته أحراز ثلاثة ألقاب، وهذا الموسم تأهلنا للدور ربع النهائي من البطولة الآسيوية وأحرزنا كأس السوبر وخضنا نهائي الكأس، ولدي الكثير لأقدمه للفرسان الحمر، سوف أعمل جاهداً وأكون جندياً مخلصاً للفريق، لإسعاد جمهوره. مدافع وهداف يعد سالمين خميس من المدافعين المتطورين في الفترة الأخيرة، ومنحه المدرب أولاريو كوزمين الفرصة وأثبت وجوده ضمن كوكبة المدافعين في الفريق. وإلى جانب إجادته للمهام الدفاعية يملك سالمين خميس موهبة التهديف، وكان له الدور الكبير في حسم بطولة كأس السوبر لمصلحة الأهلي أمام العين بإحرازه هدف الفوز، وسجل هدفاً من أصل ثلاثة أمام العين في دور ال16 في دوري أبطال آسيا.